سعادة الدكتور ناصح الرشيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتب اليك تلك الرسالة بعد انتهاء العام الاول من زواجي وبعد ان اصبحت حاملا في الشهر السابع.. وبعد ان ذهب مع الريح ما يطلقون عليه شهر العسل.. وبدأت الوجوه تتكشف عن حقيقتها وذهب الحنان والحب والعطف والامل مع قسوة المعاملة التي بدأت تسود حياتي اذ تغير الزوج الذي تمنيت ان اسعد معه والذي فضلته على من تقدموا الي لانه من عشيرتي واعرف باسرتي.. كثر خروجه من المنزل وتأخره عن مواعيد حضوره من العمل وسهره وكلما حاولت الحوار معه يسألني هل ينقصك شيء؟ انه لا يدرك ان الحياة ليست متطلبات واشياء وانني في حاجة اليه كزوج وكانسان يشاركني حياتي اعرف ان هناك خلافا بينه وبين والدي حول دين متبق عليه ويطالبه ابي به.. ولكن ما ذنبي انا في ذلك خاصة وانا في شهور الحمل تلك. ومما يسبب لي الما كثيرا هو قوله لي دائما عندما اتحاور معه: انت لا تفكرين؟ واسأل نفسي في ماذا افكر وكيف افكر وماذا يعنيه بذلك؟ اعيتني الاجابة علما بانني فتاة متعلمة وحاصلة على شهادة جامعية ومؤهلة للعمل.. عزيزي الدكتور اود ان اعرف لماذا يهجر الرجل منزله وزوجته ليجلس في مقهى او يسهر مع اصحابه في مكان ما. وياليتك تشرح لي (يعني ايه تفكير؟) فهل هناك تفكير آخر غير الذي اعرفه؟ اشكر لك مساعدتك وآسفة على وقتك فربما هناك من المشاكل ما هو اهم؟ وفاء لا تقلقي الاخت/ وفاء وفقك الله شكرا لك على تلك الثقة.. ونحن نهتم بكل المشاكل والرسائل التي تصلنا فالمشكلة البسيطة الان يمكن ان تتحول في المستقبل الى مشكلة صعبة هذا بالاضافة الى اهتمامنا خاصة بمشكلات الزواج والمشكلات الاسرية لانها تؤثر على الاسرة ومستقبلها والاسرة كما تعرفين هي نواة المجتمع فكلما كانت قائمة على اسس الود والحب والتفاهم كان المجتمع صحيحا وناضجا. بالنسبة للشق الاول من مشكلتك فيمكن اعتباره ناتجا عن عدم فهم لاصول الحياة الزوجية ليس بالضرورة منك وحدك ولكن من الشريك ايضا.. وهذه المشكلة يمكن حلها طالما هناك قبول وتكافؤ وعدم تنافر.. فقط الامر يحتاج الى حوار وفهم.. ولكن ان تتساءلي لماذا لا يفضل زوجك البقاء في المنزل.. وقد سبق لنا ان شرحنا هذا الامر في حل مشكلة سابقة ولكن نود ان تبحثي حولك ربما هناك شيء ما.. مثل مظهرك او مظهر المنزل او قوائم المطالب الاسرية او غيرها.. ومن جانب اخر الحوار البناء الذي يتم بود ومحبة حول مسببات الخروج هذا اضافة الى محاولة ملء فراغ وقتك بما هو مفيد. اما ما بينه وبين والدك فلا تتدخلي فيه الا اذا كان هذا التدخل يصلح ما بينهما كأن تطلبي من الوالد امهال الزوج اذا كانت ظروفه لا تسمح وهكذا ونأتي للشق الثاني من المشكلة حول قضية التفكير.. ولا نريد ان ندخل بك متاهات فكرية وعلمية. ما يقصد بالتفكير هو عملية الوصول الى نتيجة في امر ما وتشمل هذه العملية نقطة الابتداء اي فهم الامر ثم المقدمات، ثم معدات السير التي هي الملاحظة والادراك والذاكرة والمخيلة والتداعي ثم مرحلة الختام التي هي الاستنتاج. ويعني الامر الا تتسرعي في الحكم على الاشياء فالتفكير يتطلب التريث واعمال العقل واعتقد ان انسانه متعلمة مثلك تحظى بقدرة على التفكير.. وما يقوله زوجك انما يأتي من باب المزاح او من باب عدم مطابقة افكارك لافكاره وهذا امر وارد وليس بالضرورة ان يكون هو الاصح.. عموما لا تقلقي وحاولي ان يكون الحوار والهدوء هو السائد في علاقتك بزوجك. ناصح