لا أظن إلا أننا استعددنا الاستعداد التام بمراكز حجر صحي ملائمة لموسم حج هذا العام، وأدوية لمرض كورونا القديم والمستحدث، ونحن نرى انتشاره اليوم في العالم، وعلينا حفظ البلاد من هذا الداء العضال فنحن مضطرون لذلك، فبلادنا قد اختارها الله لأهم فرائض دينه وهي فريضة الحج والعمرة، ولا بد لنا أن نستقبل المسلمين في هذا الموسم كل عام، ولعلنا نطالب الحجاج القادمين الى المملكة هذا العام في هذا الموسم أن يقدموا في مطاراتنا وموانئ بلادنا ما يثبت أنهم تطعموا ضد المرضين إذا أمكن، وأن ننشر بينهم التوعية كيف يجتنبون الإصابة بهما، ثم إذا اكتشفنا أحداً منهم يحمل الفيروس أودعناه مراكز الحجر الصحي حتى تمر فترة ظهور الفيروس في دمه، أو خلوه منه، فبقاؤه في الحجر مدة أربعة عشر يوماً ضرورة لتجنب انتقال المرض الى غيره، فهذه هي مدة حضانة الفيروس المستحدث أو المستجد والذي ظهر في الصين، ثم نسمح له بأداء العمرة، أما الحج ففاته وهو لا يزال في الحجر، فلا نستطيع استرجاع الزمن ليحج، وعليه الحج في العام المقبل إن شاء الله، ولكنه بهذا يجنب حجاج بيت الله وعُمَّاره شر هذا الداء المميت، ونسأل الله للجميع أن يجنبهم الأمراض والأوبئة في عالم هو اليوم يزدحم بالبشر، وتظهر بين الحين والآخر فيه فيروسات تصيبهم بأمراض خطيرة، وقد تؤدي الى كوارث إذا انتشرت، وندعو الله عز وجل أن يجنبنا ويجنب سائر المسلمين هذه الكوارث المسببة لها هذه الفيروسات. ونظل دوماً عرضة لمثل هذا ما دامت بلادنا تستقبل كل عام ملايين البشر طلباً لأداء الحج أو العمرة ولا مجال لنا أن نغلق حدودنا دونهم، ولكن نتخير من الوسائل ما لا يعرض الجميع للخطر. وقد مر ببلادنا من هذه الأمراض الكثير في أزمان لم نكن نستطيع معها مكافحتها وأنجى الله البلاد والعباد من خطرها، بعد أن اختطفت منهم الأمراض بعضهم، واليوم والوسائل متوافرة لصد هذه الأمراض، نرجو لموسم حجنا هذا العام أن ننجو فيه بسكاننا والمسلمين الحجاج معهم من أي أضرار، ونتمنى من إخواننا المسلمين في جميع أقطارهم أن يعينونا بأن لا يرسلوا الينا من حجاجهم إلا من قد ضمنوا سلامتهم من هذا المرض وأن يسترجعوا مرضاهم بسرعة فور انتهاء الموسم، حتى نضمن أيضاً لمواطنينا السلامة من المرض وأداء الخدمات لحجاجهم بأفضل صورة ممكنة.