عادت أزمة المساعدات الدولية لليمنيين مجدداً إلى الواجهة، مع تحذير مسؤول أميركي من عزم الجهات الدولية المانحة وقف المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بسبب العراقيل التي تضعها الميليشيات. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن الجهات المانحة وجماعات المعونة تعتزم وقف المساعدات الإنسانية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي في اليمن خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتوقفوا عن عرقلة وصول المساعدات. كما أوضح المسؤول الأمريكي الذي تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن شخصيته، قائلاً "ترسم كل جهة مانحة ومنفذة خططا لكيفية التصرف إذا لم يغير الحوثيون سلوكهم على الأرض. ومن بين الخطط تعليق الكثير من برامج المساعدات باستثناء البرامج اللازمة فعلا لإنقاذ الحياة، كبرامج إطعام الأطفال المرضى وما شابه". وأضاف "الجميع يدرس إطارا زمنيا مدته شهر أو شهران. تلك هي النقطة التي ستبدأ عندها جهات التنفيذ المختلفة تعليق بعض البرامج". قلق أممي وقرار بمجلس الأمن يذكر أن وكالات الإغاثة اشتكت طوال العام الماضي من ظروف العمل الآخذة في التدهور ومن عدم صدور تصاريح السفر ومن قيود أخرى على توصيل المعونات. وفي هذا السياق، أعربت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن قلقها البالغ إزاء موقف الحوثيين الذي فاقم من أثر الأزمة بالتدخل في عمليات المساعدات. وقالت بوجا جونجونوالا القائمة بأعمال المتحدث باسم الوكالة، نعمل بدأب على إيجاد أسلوب يتيح استمرار تقديم المعونة الأميركية بلا توقف، لكن نتخذ خطوات للتخطيط للقادم مع شركائنا، بحيث يمكنهم تعديل برامجهم بشكل آمن ومسؤول في حال اضطررنا لخفض المعونة". ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء على قرار تمديد العقوبات الموجهة لقادة في الميليشيات الحوثية، وعلى حظر إرسال أسلحة للحوثيين لعام آخر. وأيدت 13 دولة القرار، في حين امتنعت روسيا والصين عن التصويت وقالتا إن صياغة القرار غير متوازنة. كما عبر المجلس في نص القرار عن "قلقه البالغ من الوضع الإنساني في اليمن ومن جميع حالات التعويق غير المبررة لتقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك التدخل الأخير في عمليات الإغاثة بمناطق يسيطر عليها الحوثيون".