منذ بداية ديسمبر تعيش إدلب على وقع الهجمات اليومية، والتصعيد المستمر بين قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، والفصائل الموالية لأنقرة. واحتدم التوتر خلال الأسابيع الماضية، وبلغ ذروته، مع تدخل تركيا بشكل مباشر وقصف قواتها للنظام في عدد من البلدات في المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا، فانسحت هذا التصعيد على العلاقة بين الروس والأتراك أيضاً. وعجزت المساعي بين موسكو وأنقرة عن التوصل إلى حل حتى الآن، في حين سكان إدلب يعيشون على وقع القذائف اليومية. وتجددت تلك الهجمات، أمس السبت، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتنفيذ الطيران الروسي وحليفه السوري 60 غارة على بلدات في ريف إدلب. وأوضح أن هذا التصعيد أتى تمهيداً لعملية عسكرية مرتقبة للتقدم باتجاه طريق حلب - اللاذقية، انطلاقا من جنوب إدلب، بعد إغلاق منافذ الأوتوستراد من ريف إدلب الشرقي من قبل القوات التركية. واستهدفت الغارات فجر السبت أماكن في كفرنبل والبارة واحسم وبينين والفطيرة وابيين والفطيرة وسرجة وجوزف وأماكن أخرى بجبل الزاوية، تزامناً مع قصف صاروخي مكثف. وبحسب المرصد، يبدو أن التصعيد جواً وبراً من قبل الروس والنظام على جبل الزاوية وجبل شحشبو يأتي تمهيداً لعملية عسكرية مرتقبة هناك في محاولة للتقدم باتجاه أوتوستراد حلب – اللاذقية انطلاقاً من جنوب إدلب. وكانت عدة غارات شنت بعد منتصف ليل الجمعة على أماكن في محيط الأتارب بريف حلب الغربي، في حين قصفت قوات النظام أماكن في دير سنبل وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب، ومحيط وأطراف كل من الأتارب ودارة عزة غرب مدينة حلب. إلى ذلك شهد محور النيرب شرق إدلب، عمليات قصف مكثف ومتبادل، بين قوات النظام من جهة، والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد دعا، الجمعة، لوقف إطلاق النار فوراً في إدلب «لإنهاء الكارثة الإنسانية، وتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه». وتابع : «هذا الكابوس يجب أن يتوقف. يجب أن يتوقف الآن»، مشيراً إلى أن «الرسالة واضحة».