تجددت الاشتباكات في ساحة الخلاني وسط بغداد، مساء امس الثلاثاء، لليوم السابع على التوالي بين المحتجين وقوات الأمن في المنطقة القريبة من نفق التحرير، بحسب ما أفادت مصادر محلية. يأتي هذا بعد أن أفاد ناشطون أن القوات الأمنية عمدت في وقت سابق إلى إخلاء ساحة الخلاني. من جهتها، أعلنت قيادة عمليات بغداد، تعرض القوات الأمنية إلى هجمات ببنادق الصيد قرب ساحة الخلاني وسط العاصمة. وقالت في بيان إن «القوات الأمنية تعرضت الثلاثاء إلى هجمات ببنادق الصيد قرب ساحة الخلاني ببغداد». وأضافت أن «هذا التعرض أدى إلى إصابة أحد منتسبي الفوج السادس بالعين». كما جددت دعوتها للمتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات. يذكر أن ساحة الخلاني شهدت الاثنين، أيضاً اشتباكات بين الأمن والمحتجين، ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين العزل بحالات اختناق، وجروح جراء بنادق الصيد. تحذير أممي من بنادق الصيد وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت، أدانت الاثنين، استخدام بنادق صيد وخراطيش صيد الطيور ضد المتظاهرين السلميين في بغداد وحثت الحكومة على حمايتهم. وقالت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إنها تلقت «مزاعم موثوقة عن استهداف متظاهرين سلميين ببنادق الصيد على الطريق الرابط بين ساحتي التحرير والخلاني ببغداد مساء 14 و15 و16 فبراير، ما أدى لجرح 50 شخصا على الأقل». وأضافت يونامي في بيان أن 150 شخصا على الأقل أصيبوا في كربلاء في يناير وحده بسبب استخدام أساليب مشابهة. «لا نية لإنهاء التظاهرات» في المقابل، لم يصدر أي تعليق حول المسألة من السلطات العراقية. إلا أن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبدالكريم خلف، أكد الاثنين، أنه لا توجد أي نوايا لدى قوات الأمن لإنهاء التظاهرات بعد تصويت مجلس النواب على حكومة محمد توفيق علاوي، بالقوة. يذكر أن العراق يمر بأزمة داخلية غير عادية مع وصول عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر لما يقارب 500 متظاهر، بحسب ما أفادت وكالة رويترز. ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة الحاكمة التي يقولون إنها فاسدة وإنهاء التدخل الأجنبي في البلاد، وتشكيل حكومة مستقلة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ومحاسبة قتلة المحتجين. علاوي يكثف مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة وعلى وقع التظاهرات المستمرة والرافضة لتكليف محمد علاوي تشكيل الحكومة، يسرع الأخير مشاوراته مسابقًا الشارع من أجل الخروج بتشكيلة قد ترضي المحتجين والأطراف السياسية على السواء. وفي هذا السياق عقد علاوي مساء الاثنين، اجتماعًا موسعًا مع قادة الكتل السياسية من أجل التشاور حول الحكومة، بحسب ما أفاد مصدر نيابي لوكالة الأنباء العراقية. وذكر المصدر أن «علاوي عقد اجتماعًا موسعًا مع قادة الكتل السياسية في إطار مباحثاته لاستكمال كابينته الوزارية وتقديمها لمجلس النواب للتصويت عليها». وأضاف: «إن الكابينة الوزارية من المرجح تقديمها نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل».