يقع سوق الثميري التاريخي في قلب العاصمة الرياض، ويتميز بعراقته وشهرته في بيع المشالح التاريخية بشكل خاص، ويستحوذ على النصيب الأكبر من حركة بيع أنواع البشوت الفاخرة، ويمتازالسوق بجذب الراغبين في شراء مستلزمات الأعياد والمناسبات بشكل خاص، ولكن تبقى المشالح والبشوت على رأس مطالب قاصدي هذا السوق العريق لما ينفرد به عن كل أسواق الرياض في بيع هذا النوع من الملابس. وتتعدد المحال المخصصة لعرض المشالح وتجذب الزبائن بألوانها وأشكالها المختلفة، والتي قد توهمك للوهلة الأولى بأنها متشابهة وقريبة جدًّا في الصناعة والجودة، وقد تأخذك الحيرة بسبب التفاوت الكبير في أسعارها، والتي تبدأ من 500 ريال لتصل إلى أغلى الأنواع 7 آلاف ريال، وتختلف باختلاف طريقة التصنيع واللون والقماش، وهي جميعها أمور تتبلور لتحدد القيمة المستحقة للقطعة. تقليد أساسي سعد بن مقرن المجاهد من أقدم التجار في سوق الثميري، ويعمل في شارع الثميري منذ 37 سنة تقريباً، وقد تعلم المهنة عندما كان طالبًا في المرحلة الابتدائية على يد والده وجده من عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إذ كان السوق الأول عبارة عن قيصرية تجمع محلات البشوت ومحلات بيع الزل والمفارش والأجهزة، تغيرت أنواع بيع المشالح ففي السابق لم يكن إلا البشت الحساوي المصنوع يدويًّا أما اليوم فيتوفر في السوق منتجات متنوعة منها السوري والحساوي وشغل الرياض والمدنية وجدة، وأغلى المشالح الحساوي الشغل اليدوي حيث يصل سعر المشلح الواحد إلى 3000 ريال. ألوان الأسبوع ووصف العم سعد المجاهد ألوان المشالح بالمتنوعة، وأشار إلى أن لكل يوم من أيام الأسبوع لونًا معينًا؛ فالأبيض ليوم الجمعة والأشقر ليوم السبت والليموني للأحد والعودي للاثنين والأسود للثلاثاء أما الأربعاء «العشم» والخميس لون البيج، وقد وصل عدد ألوان البشوت إلى 130 لونًا، وأشار إلى أن الاهتمام بلبس البشوت كان في السابق أكبر. أما جاسم الهمدان فيقول: يعد شارع الثميري سوق الزل سوقًا متكاملًا لبيع المشالح؛ حيث يوجد ما يقارب 40 محلًّا متخصصًا في بيع المشالح، وهناك مشالح تصنع في الأحساء وأخرى تصنع في سوريا، إضافة إلى الرياضوجدة، وتعد الشمالح الحساوية الأغلى؛ إذ يصل سعرها إلى 8000 ريال، وهناك بشوت تصل أسعارها إلى 2000 ريال وأخرى شتوية تصل أسعارها 100 ريال وهي صناعة سورية، وأقل ما نبيع في اليوم مشلحين ويعد نهاية رمضان موسمًا لبيع البشوت وكذلك في الشتاء، من جانبه يقول جمال: المشلح الحساوي درجة أولى يصل سعره ل4000 ريال، والنوع الثاني الزري الفرنسي وقماشة ياباني 2000 ريال، وهناك زري هندي درجة ثالثة 1200 ريال، وهناك نوع الكمبيوتر ويصنف إلى درجات وهو الأكثر مبيعًا في السوق في الوقت الحالي ويصل سعره إلى 1300 ريال، أما أرخص البشوت سعرا فهو السوري ويسمى «الخاجيه» وقماشة كوري ويصل سعره إلى 150 ريالًا ويصل معدل مبيعات المحل بشكل يومي 3 مشالح. سوق الزل وفي الجانب الآخر من سوق يقع سوق الزل، والذي يعتبر أول الأسواق وأقدمها في العاصمة، ويعد الأبرز على مستوى الخليج وله سمعته الخاصة لدى الأجانب؛ إذ تحرص الوفود الرسمية وزائري الرياض على زيارته والتبضع منه وشراء مستلزماتهم الخاصة لما يحتويه من معروضات قديمة وحديثة ترضى ذائقة الجميع، «المدينة» تجولت في أسواق الزل وسط العاصمة وشاهدة تلك المعروضات التي تملأ جنبات السوق وشاهدت التنوع في السوق والتخصص في المعروضات التي اختلفت ما بين التراث والحاضر المجيد. يعتبر السوق من أقدم الأسواق ولع خصوصيته التي تميزه عن غير كونه يتخصص في المعروضات ذات الأهمية التراثية والتي لا تزال تحتفظ بطبيعتها الجذابة، مؤكدًا أنه من خلال ممارسته لبيع وشراء السيوف أصبح يُعرف أنواعها وجودتها من خلال الملمس.