تراجع الإقبال على شراء «البشوت» في السعودية أخيرا، من قبل كبار الشخصيات ورجال الأعمال وذلك لأسباب غامضة بحسب التجار، غير أنهم عزوا ذلك حسب ترجيحات وتوقعات، إلى مبررات مادية بسبب الأزمة المالية الماضية أو تغير في استراتيجيات الشراء لدى كبار الشخصيات أو تقليص للميزانيات التي كانت توضع في السنوات الماضية للملابس والزينة للرجال وتحديدا البشوت التي كانت تصل أسعار بعضها في الأعوام الماضية وقبل عام 2008 إلى 15 ألف ريال حسب التفصيل والدقة والزري والصناعة. ورجح بعض التجار أن المنافسة داخل السوق بأنواع كثيرة مقلدة ومستوردة وتوفر كميات كثيرة تكدست في مستودعات التجار أدت إلى انخفاض أسعارها بنسبة تجاوزت 60 %، إذ إن أسعار البشوت الحالية تتراوح بين 600 و2000 ريال للبشت الصيفي الذي يعتبر الأفضل بعد أن كانت أسعار بعضها تتجاوز عشرة آلاف ريال. وتسبب تراجع الإقبال في قلق وحيرة لدى تجار البشوت بعد أن كانوا يحجزون لبعض القصور ورجال الأعمال ما بين 15 و20 بشتا سنويا، والآن أصبح كثيرون منهم يكتفي ببشت أو اثنين سنويا، ما سبب إرباكا لحركة بيع البشوت وحيرة لدى التجار في تصريف ما لديهم من بضائع، ويعتبر موسم الصيف ورمضان ومع اقتراب العيد موسم بيع البشوت إلا أنه تراجع بأكثر من 65 % ولم تعد الحركة المنشودة في سوق الزل كما كانت وسط العاصمة الرياض. ويقول المدير العام لمعارض الطيار للمشالح الملكية عبدالعزيز بن صالح الطيار إن السوق تراجعت بشكل كبير في السنوات الثلاث الماضية خصوصا من قبل الكبار الذين تتجاوز أعمارهم 40 عاما، وأصبحت السوق تركز على الشباب الصغار والمقبلين على الزواج إلا أن أسعار البشوت في الماضي كان مبالغا فيها بشكل كبير اعتمادا على الموقع والديكور وبعضها وصل سعره إلى 15 ألف ريال وهو في حقيقة الأمر لا يتجاوز خمسة آلاف ريال. وأشار الطيار إلى أن الغش والتقليد والبشوت المستوردة من بعض دول الجوار وراء تراجع المبيعات وفقدان الثقة في البشت الحساوي الذي عرف بجودته العالية ولا يعرفه سوى المتخصص في هذه التجارة أو عشاق البشوت ومرتديها، وقدر حجم السوق بأكثر من 120 مليون ريال بشكل عام للبشوت المستوردة والتي تشكل أكثر من 60 % من الموجود في السوق، وكذلك البشوت الشتوية والربيعية والفراء. من جانبه، قال تاجر المشالح الخاصة الحساوية عادل العلي إن السبب وراء تراجع مبيعات البشوت بنسبة تجاوزت 70 % هو الطمع والغش خصوصا أن هناك مصانع في بعض دول الجوار تصنع وتطبع على البشت الحساوي للتسويق له وبيعه خاصة أن نسبة كبيرة من السعوديين لا يعرفون نوعية الزري والقماش وكيفية صنع البشوت والمراحل الست التي تمر بها. وأشار إلى أنه يوجد حاليا أكثر من 60 لونا للبشوت وأكثر من 70 نوعا تختلف حسب «الدقة» والتفصيل والصناعة والزري والقماش، موضحا أن كثيرا من التجار يسعون إلى بيع البشوت التي تكدست في المستودعات من خلال تخفيض أسعار المشالح إلى 1500 و2000 ريال للبشت الواحد بعد أن كان في عام 2007 يتجاوز سعر البشت الواحد خمسة آلاف ريال