اتهم متخصص في سوق المشالح أو ما يعرف ب"البشت" لدى العامة، بعض العمالة الوافدة بالغش في بيع هذا المنتج الذي يعدّ من الزي العربي القديم، والذي ارتبط بأهل الخليج بصفة عامة ويعد من الملبوسات المهمة والأساسية في المناسبات الخاصة والمناسبات العامة والأعياد بوصفه رمزا لوجاهة الرجل وأناقته. وأرجع بعض أصحاب المحال والبائعين وجود الغش في بيع البشوت، لعمل بعض الوافدين في المهنة التي يجب ألا تخرج عن أيادي أهلها على حد تعبيرهم. غش لرفع السعر واتهم خالد المجاهد - ابن صاحب أقدم محل بيع المشالح في السوق - العمالة الوافدة الدخيلة على تجارة بيع البشوت بالغش، حسب وصفه، قائلا: "للأسف يعمل بعض الوافدين في محال بيع المشالح بتغيير البشت السوري وكتابة عليه منتج وطني بهدف رفع السعر على الزبائن الذين لن يستطيعوا تمييز المنتج الوطني من المستورد"، مطالبا في الوقت ذاته وزارة التجارة بعمليات تفتيش على المحال التجارية لبيع البشوت. وقال المجاهد الذي يعدّ نفسه امتدادا لوالده الذي علمه مهنة بيع المشالح "إن سوق الديرة اشتهر ببيع أنواع من المشالح التي يستخدمها السعوديون في المناسبات المختلفة، خصوصا مواسم الأفراح، وإن السوق تشهد منذ حلول الإجازة الصيفية إقبالا لافتا لشراء أنواع من هذه المشالح. وأشار المجاهد إلى أن محلهم القابع في وسط منطقة قصر الحكم بسوق الديرة عمره يتجاوز ال65 عاما، وبين أن كثافة مرتادي السوق تزداد في شهر رمضان الكريم لقرب حلول عيد الفطر المبارك، حيث تزدحم محال بيع المشالح بالمتسوقين، خاصة في فترة الليل لاقتناء المشالح. تفاوت الأسعار وبين المجاهد أن أسعار المشالح تتفاوت بحسب الخامة والزري المستخدم فيها ومكان صناعتها، ومن أشهرها وأغلاها ثمنا المشالح الحساوية التي كانت في الصدارة من حيث استقطابها داخل المملكة وخارجها، لأن خياطتها تتم بأيد سعودية توارثتها أبا عن جد، إلا أنها بدأت تتراجع بسبب دخول الوافدين بصناعتها. وأضاف خالد المجاهد أن المشالح باتت تصنع في الرياض عبر مصانع متخصصة، وكذلك في الأحساءوالمدينةالمنورةوجدة وجمهورية سورية، بيد أن أجودها الحساوي وهو مكلف ويبدأ سعره من الألفين ريال. وبين المجاهد أن قيمة أنواع البشوت يحكمها نوع الزري وعرضه وطوله والخامة، مشيرا إلى أن بشت المدينة من الأنواع الطيبة ويصل سعره إلى ألف ريال، بينما يبدأ سعر بشت الرياض من 700 ريال، وعن خامة البشوت بين أن الخامة الأصلية يتم استيرادها من اليابان وتتم خياطة الأنواع الجيدة منها في الأحساءوالرياضوجدةوالمدينةالمنورة، مشيرا إلى أن الأسعار تبدأ من 700 إلى 3 آلاف ريال. الزري وعن الجودة أوضح المجاهد أن لها عدة اعتبارات ومنها نوع الزري ويعرف الزري أنه (النقشة المذهبة على أطراف المشلح) ولها أنواع متعددة، ففيها الألماني والفرنسي وغيرها، وأفضلها الزري الألماني وأرجع هذه الأنواع لرغبة الزبون، مشيرا إلى أنه بعد الاتفاق مع الزبون على النوع والسعر والمواصفات يقوم خياط المحل "الخبان" بأخذ المقاس للزبون وتتم عملية الخبن وتأخذ في المعتاد نحو الساعة. وفي ختام حديثه إلى "الوطن" طالب المجاهد من الجهات المسؤولة بأن تعكس منطقة وسط البلد تراث البلد وأن يكون جميع الباعة فيها من أبناء المنطقة. ويحرص الآباء والأجداد دائما على ارتداء المشلح عند خروجهم للصلاة، خصوصا صلاة الجمعة، بل إن بعضهم كان يعدّ خروجه من المنزل من دون ارتداء المشلح عيبا، ويقبل السعوديون على شراء المشالح خاصة في مواسم الأعياد والإجازات الصيفية حيث تكثر المناسبات العامة ومناسبات الزواج. ويعدّ سوق الديرة في مدينة الرياض واحدة من أهم الأسواق لبيع المشالح، حيث يرتاده الزبائن من مختلف مناطق المملكة، والذي يعدّ المقصد الوحيد والمنافس الأقوى في سوق المشالح السعودية التي اشتهر بها السوق حيث يعرض عددا من أنواع المشالح المختلفة في النوع واللون والسعر ومكان الصناعة.