اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس الخميس أن حصول سياسي في ثورينغيا على دعم من نواب من حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف، للفوز بمنصب رئيس حكومة المقاطعة، هو «أمر لا يغتفر» داعية إلى انتخابات جديدة. والأربعاء، انتخب برلمان ثورينغيا (شرق ألمانيا) في خطوة مفاجئة توماس كيميريتش، من الحزب الليبرالي الديمقراطي، رئيسا للحكومة المحلية الجديدة بفضل تحالف أصوات نواب حزب ميركل وحزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية التي ينتخب فيها رئيس حكومة محلية بفضل أصوات اليمين المتطرف وأول مرة أيضا التي يصوت فيها اليمين المعتدل والمتشدد معا في هذا النوع من الانتخابات، وجاء ذلك بعد أن تعهدت الأحزاب الألمانية الرئيسية بعدم العمل مع حزب البديل لألمانيا المناهض للإسلام والهجرة. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي في جنوب أفريقيا إن ما حدث في ثورينغيا «لا يغتفر، ولذلك يجب إلغاء النتائج». ووصفت ما حدث الأربعاء بأنه «يوم سيئ للديمقراطية». وفي برلين توالت ردود الفعل على نتائج الانتخابات، إذ أعرب حزب التحالف الاجتماعي الديمقراطي (يسار وسط) والشريك في ائتلاف ميركل، عن غضبه ودعا حزب الاتحاد المسيحي-الديمقراطي بزعامة ميركل الى النأي بنفسه عن حزب البديل لألمانيا إذا اراد استمرار الائتلاف. وأوضحت ميركل أن نواب حزبها المحليين غير مسموح لهم بمساعدة كيميريتش في تشكيل حكومة أقلية في الولاية الصغيرة الواقعة شرق البلاد. وقالت «يجب ألا يشارك الاتحاد المسيحي الديمقراطي في حكومة يقودها رئيس الوزراء هذا». وأضافت أن تصرفات حلفائها المحليين في ثورينغيا «كسرت كل قيم ومبادئ الاتحاد المسيحي الديمقراطي». وتابعت «يجب علينا الآن القيام بكل ما يمكن لتوضيح أن هذا لا يمكن أن يتوافق مع ما يفعله الاتحاد المسيحي الديمقراطي ومع آرائه، وهذا ما سنعمل عليه في الأيام المقبلة». ولد توماس كارل ليونارد كيميريتش في 20 فبراير 1965 في آخن، وهو سياسي ألماني من الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا (FDP). أتم التدريب المهني في تجارة الجملة والتجزئة حتى عام 1989. في الوقت نفسه، درس القانون في جامعة بون وتخرج أيضًا في عام 1989 مع امتحان الدولة الأول.