التقى رئيس حكومة طرابلس الليبية، فايز السراج، أمس الرئيس التركي أردوغان في إسطنبول وذلك غداة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في المنطقة الغربية من ليبيا، حيث تقع طرابلس. ولم يرشح مزيد من المعلومات بشأن اللقاء. وكان السراج وصل إلى تركيا قادمًا من إيطاليا، حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الذي أعرب عن قلقه من تصاعد التوتر في ليبيا. ومن المقرر أن يزور كونتي تركيا اليوم وتدعم أنقرة حكومة السراج التي تعتمد على المليشيات، وأبرمت معها مذكرتي تفاهم بخصوص ترسيم الحدود والتعاون العسكري، الأمر الذي أثار إدانات إقليمية ودولية، وأثار المخاوف من تدخل عسكري تركي وشيك يزيد الأوضاع سوءا في ليبيا. وكان الجيش الوطني الليبي أعلن في وقت سابق عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اعتبارًا من ليل السبت الأحد بالتوقيت المحلي. وسارعت المليشيات الموالية لحكومة السراج لخرق الهدنة في أكثر من محور، وفق ما قال الجيش. وربط المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري، التزام الجيش بوقف إطلاق النار بالتزام الطرف الآخر، مضيفًا أن «القوات الليبية سترد بشكل قاس على أي خرق للهدنة». ورحبت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بإعلان وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية من قبل كل الأطراف في ليبيا. وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد جهود بذلتها القوى الدولية من أجل القتال في ليبيا، تمهيدًا للوصول إلى حل سياسي. عقيلة صالح: السراج يخدم تركيا من جهته أكد المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، أن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية فتح الطريق أمام تركيا لتحويل ليبيا لولاية عثمانية. وقال خلال كلمته من مقر البرلمان المصري في القاهرة، أمس، حيث شارك في جلسة المجلس مع الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب المصري، إن السراج تآمر على الشعب الليبي، وفتح الطريق أمام تركيا لإرسال قواتها إلى ليبيا ودعم مليشياته، من أجل تحويل ليبيا لولاية عثمانية، وأضاف أن الشعب الليبي يسعى إلى التغيير وقيام دولة مدنية ديمقراطية، ولكنه يواجه بمؤامرة تقف خلفها تركيا الداعمة للإرهاب وصاحبة التاريخ الدموي، محذرًا من خطورة الحرب بالوكالة التي تقوم بها المليشيات الإرهابية لإفشال الدولة الليبية. وندد صالح بتوقيع السراج لمذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية مع تركيا دون سند أو مسوغ شرعي لهما، مؤكدًا أن اتفاق الصخيرات مخالف للإعلان الدستوري، وأن حكومة السراج سقطت منذ عامين ولا وصاية لها على الدولة الليبية. وكان المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، قد شارك في جلسة البرلمان المصري بعد انتهاء اجتماع اللجنة العامة برئاسة الدكتور علي عبدالعال، والتي تضمَّنت رفضًا تامًا للتدخل العسكري التركي في الأراضي الليبية. من جانبه، أدان البرلمان المصري موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن بحظر توريد الأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا.