يُصيب هذا النوع من الأرق حوالي (1–2%) من الأفراد في المجتمع -وغالبهم من النساء- وهو يمثّل نحو (12 إلى 15%) من الحالات التي تُعالَج في مراكز اضطرابات النوم، ويرتبط بزيادة التوتر والأفكار السّلبية التي تدور حول الخوف من عدم القدرة على النوم السّليم.. ويبدأ عادةً نتيجة صدمةٍ نفسية، أو مشكلة عائلية أو اجتماعية طارئة، قد تُسبّب أرقاً حاداً ورداءةً في النّوم لعدّة أيّام، إلا أنه سُرعان ما يُسيطر على الإنسان الخوف من عدم القُدرة على النوم السّليم، ويغلبُ عليه التفكير المؤرّق في احتمال شعوره بالتّعب والخمولِ أثناء النهار، وذلك على الرّغم من انتهاء أثر المشكلة المؤقتة على حالته المزاجية. وللتحفيز على النوم، يعتاد الشخص على بعض السّلوكيات الخاطئة كإجهاد الفكر في «محاولة» النوم، مما يزيدُ صعوبة الاسترخاء ويرفعُ درجة التوتر ويفاقم الأرق، فيحبس الشّخص نفسه في حلقة مُفرغة من الأرق والتوتر المُزمنيْن، ويتسبّب ذلك في الحرمان المُزمن من النوم، والشّعور بالإرهاق وقلّة التركيز واضطراب المزاج أثناء النهار، إضافة إلى تأثّر التحصيل الأكاديمي والمهني والعلاقات الاجتماعية.. ويزدادُ الأمر سوءاً بكثرة تناول المنبّهات خلال النهار، أو إدمانِ تناول أدوية النوم ومُضادات الهيستامين، ومتابعةِ الوقت لدى الخلود للنوم، وقضاء عدة ساعات على السّرير بانتظار النوم، إضافة إلى الانشغال بما يُحفّز الفكر كمشاهدة التلفاز أو القراءة أو استخدام الحاسب الشّخصي والهاتف النقّال في غرفة النوم. ويعملُ الطبيب المُختص في حالاتٍ كهذه على التأكد من بعض الأمراض العُضوية والنفسية الثانوية المرتبطة بالأرق بصورة عامة، أما بالنّسبة للعلاج، فيرتكز أساساً على العلاج المعرفي السّلوكي، كالالتزام بمواعيد نومٍ واستيقاظٍ منتظمة، والحدّ من ساعات النّوم، والامتناع عن تناول المنبّهات والتدخين، وعدم قضاء وقت طويل (أكثر من عشرين دقيقة) في السّرير دون نعاس، فضلاً عن تجنّب مُتابعة الوقت عند الخلود للنوم إضافة إلى مُمارسة تمارين الاسترخاء، والتدرّب على النظر بشكلٍ إيجابي وبسيط للعمليةِ الحيوية التلقائية للنوم.. ويُمكن في بعض الحالات اللجوء إلى الأدويةِ المنوّمة قصيرة الأمد والخاضعة لوصفة تحكّم خاصة لعدة أيام بإشراف الطبيب المختص.. أما في حالات الاكتئاب، فيمكن اللجوء إلى مُضادات الاكتئاب كعلاجٍ نفسي وللتحفيز على الالتزام بالعلاج المَعرِفي السُّلوكي.