اضطرابات النوم، من الأعراض المرَضيّة المُزعجة التي يعاني منها كثير من المتعرّضين للتعنيف الأُسَري، والمصابين باضطرابات المزاج وبخاصة الاكتئاب، فالنوم من أكثر الوظائف الحيوية ارتباطاً بالعوامل السلوكية والنفسية، وأشدّها تأثُّراً بالتغيّرات والمشكلات الاجتماعية. وقد تنبّه التربويون والمختصّون إلى أن الألفاظ الجارحة، والتعنيف الجسدي المُؤلم والنفسي المُدمّر، والتحرّش الجنسي، يسبب آثاراً نفسية وسلوكية سلبية، واضطرابات نوم يتعرّض لها عدد غير قليل من النساء والأطفال على وجه الخصوص، كزيادة القلق والتوتر العصبي والاكتئاب، وكثرة التململ أثناء النوم، والحرمان من التعرض المناسب لمرحلة النوم العميق الضرورية لصيانة البدن والعقل واستعادة عافيتهما، فضلاً عن أرق بداية النوم، وقلّة عدد ساعاته، مما ينعكس سلباً على النشاط الذهني والبدني للمُعَنَّف أثناء النهار، إضافة إلى المعاناة من آلام المفاصل والعضلات، واضطرابات الشهية والجهاز الهضمي كارتجاع حموضة المعدة والقولون العصبي، إلا أن بعض المتعرّضين للقهر الأُسَري، يلجأون للنوم بشكل مُفرِط، في محاولة للهروب من واقعهم المزعج. وخلال الصراع شبه اليومي مع اضطرابات المزاج، تعتاد بعض المُعنّفات على سلوكيات خاطئة مثل: الخوف من عدم القدرة على النوم الهادئ، والإفراط في تناول المنبهات، واختلال مواعيد النوم والاستيقاظ، إضافة إلى التدخين، والرهبة وفرط التفكير، ومتابعة الوقت لدى الخلود للنوم، مما يزيد من إفراز هرمونات التوتر، فتدخل إحداهنّ في حلْقة مُفرَغة من التوتر والأرق المُزمنيْن. وقد تسيءُ بعض المُعنّفات استخدام بعض الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، بهدف التخلص من الأرق، كمضادات الهيستامين والاحتقان، وهي لا تساعد بالضرورة على النوم الجيد، بل يمكن أن تؤدّي - بحد ذاتها - إلى التأرّق والخمول أثناء النهار. أما الكوابيس الليلية، فقد تكون من أعراض التعنيف الأُسري خاصة لدى الأطفال، وترتبط بفرط الأرق والتوتر والتفكير في الانتحار وحِدّة الاكتئاب، مما يحفّز على ضرورة أخذ هذا الاضطراب بشكل جِدِّي في هذه الحالات. وإضافةً إلى علاج أسباب مُشكلات التسلّط والقهر الاجتماعي، ومظاهر التعنيف الأُسَري، بالتوعية وسنّ القوانين والأنظمة الاجتماعية الصارمة، يُمكن لاضطرابات النوم أن تُعالَج بالوسائل السلوكية والتربوية، والتأهيل النفسي، فضلاً عن تناول العقاقير المُهدّئة والمضادة للاكتئاب تحت إشراف طبيب مُختص، للمساعدة على الاستجابة للعلاج السلوكي، وتخطّي الأزمة النفسية. [email protected]