نقلت وسائل إعلام حكومية تركية عن وزير الدفاع، خلوصي آكار، قوله أمس، بشأن إرسال جنود إلى ليبيا: «إن الجيش التركي مستعد لحماية مصالح أنقرة في الداخل والخارج». وتسعى تركيا للحصول على تفويض برلماني لإرسال قوات إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بموجب مذكرة التفاهم الأخيرة الموقعة بين الطرفين، فيما توعد البرلمان الليبي برد قاس إذا فكرت تركيا بالتدخل العسكري في ليبيا، واعتبر عبدالله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، أن ذلك التدخل بمثابة «استعمار جديد لليبيا». وكان موقع «نورديك مونيتور» السويدي لفت قبل أيام إلى سعي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لتكوين جيش من المرتزقة للقتال في ليبيا. وأضاف أن عدنان تانري فردي، المستشار العسكري لأردوغان، أكد على ضرورة تأسيس أنقرة لشركة عسكرية خاصة للمساعدة في تدريب الجنود الأجانب، على اعتبار أنها أداة جديدة في السياسة الخارجية لتركيا، مثل «بلاك ووتر» الأميركية أو «فاغنر» الروسية، مشبها إياها بالصادرات الداعمة للاقتصاد. يذكر أن الجنرال المتقاعد يمتلك بالفعل شركة عسكرية خاصة هي «سادات»، ويعتقد كثيرون أنها قوة شبه عسكرية فعلية موالية للرئيس التركي. ورجح الموقع السويدي بأن تتكون القوة القتالية للجيش الخاص المقترح من جنود متقاعدين مخضرمين، وبأن المعدات والأسلحة سيقدمها الجيش التركي. من جهته يصر الرئيس التركي على إطالة عمر الصراع والحرب في المنطقة، فبعد تورطه المباشر في الأزمة السورية، أبى رجب طيب أردوغان إلا أن ينقل «إرهابه» إلى ليبيا. هكذا أرادها أردوغان، «كونفدرالية إرهاب متنقل»، يتربح منها دون شبع، معتمدا على متواطئين أقصى غايتهم إرضاء حاكم القصر في أنقرة، وما يتسرب من كيسه الممتلئ بتجارة العنف والابتزاز. فبعد اعتماده على ليبيين للقتال في سوريا، ها هو اليوم يشهر مرة أخرى سيف المرتزقة باللجوء إلى سوريين لتعميق الأزمة الصليبية. وأردوغان اليوم وكأنه يعلنها صراحة «هذا أنا وهؤلاء جنودي»، ليضع العالم أمام مشهد متجدد من رحلة الإرهاب العابر، الذي إذا ضاقت عليه الأرض فإن بلاد الأناضول فيها سلطان لا يرد إرهابيا أبدا. تبقى منظومة أردوغان متكاملة لتحقيق الأهداف المرجوة، فهذا يقاتل مع الجيش، والثاني يعينه في اللصوصية وسرقة النفط، أما الثالث فيحمي له ما احتله من أرض. لتكتمل المنظومة بمرتزقة سوريين، راحوا يبكون إدلب وما يحصل فيها من قصف ونزوح، لكن 2000 دولار في ليبيا تجعل اللسان يتلعثم هم مجموعات موالية لتركيا مجندة مقابل 2000 دولار شهريا، وعقد يمتد ما بين 3 إلى 6 أشهر». والوعد بالتجنيس. إيطاليا تحذر أردوغان تخلت إيطاليا عن غموضها في الملف الليبي، الذي تلعب فيه دورا حيويا، مؤكدة رفضها لمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا البلد العربي. ووجه رئيس الوزراء الإيطالي، جوسيبي كونتي، تحذيرا شديدة اللهجة لأردوغان من مغبة التدخل العسكري التركي في ليبيا. وقال كونتي في المؤتمر الصحفي الأخير له قبل نهاية العام الجاري، مساء السبت، إن أنقرة تسعى إلى حل عسكري لا سياسي في ليبيا. أنقرة: لن ننسحب من نقاط مراقبتنا في إدلب أعلنت تركيا الأحد أنها لن تنسحب من نقاط المراقبة التابعة لها في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث كثّفت قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي الضربات منذ 16 ديسمبر. وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار «نحترم الاتفاق الذي توصلنا إليه مع روسيا وننتظر أن تحترم روسيا هذا الاتفاق»، وفق ما أورد حساب الوزارة على تويتر. وأضاف أكار «من غير الوارد أن نخلي نقاطنا ال12 للمراقبة». وجاء حديثه خلال جولة تفقدية على القوات التركية برفقة مسؤولين عسكريين في محافظة هاتاي في جنوبتركيا قرب الحدود السورية.