دقت حادثة مقتل طالب شرورة جرس الإنذار مجددا حول ظاهرة التنمر في المدارس فمن الرياض إلى جدة مرورا بشرورة تقع ثالث جريمة قتل داخل الحرم التعليمي خلال مدة زمنية قصيرة.. للأسف الشديد الجناة والمجني عليهم طلاب في عمر الزهور. «المدينة» ناقشت القضية مع عدة أطراف من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة تسهم في الحد من وقوع مثل هذه الجرائم. الحارثي: على المدرسة النهوض بدورها التربوي قال الدكتور هلال الحارثي مدير مركز الإرشاد الطلابي بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة إن ممارسة سلوك التنمر المدرسي بين الطلاب يعد إحدى المشكلات التي تواجه المدرسة، وهو شكل من أشكال العدوان بين الطلاب، وله آثار سلبية نفسية وانفعالية واجتماعية على الطالب المتنمر والطالب الضحية، كما له آثار سلبية على نمو الطلاب المعرفي والانفعالي والاجتماعي، وهذه الظاهرة تحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لمعرفة مدى ارتباطها بقضاء الطفل الساعات الطويلة في ممارسة الألعاب الالكترونية العنيفة على أجهزة الحاسب أو الهواتف المحمولة. وأوضح انه يجب على المدرسة أن تنهض بدورها كمؤسسة تنشئة اجتماعية، لها دور كبير في تنشئة الطلاب، ولها دورها في إكسابهم مهارات ومعارف تجعلهم أكثر قدرة على مواجهة المواقف الحياتية المختلفة، خاصة في سبيل التصدي للمشكلات المختلفة، أيضا العمل على الحد من المشكلات السلوكية التي تواجه الطلاب، والتي من بينها التنمر المدرسي، وذلك من خلال تفعيل برامج التوجيه والإرشاد الطلابي من قبل مرشدين طلابيين متخصصين ومؤهلين في مجال الإرشاد الطلابي، والتعاون في ذلك مع الأسرة والمنزل. بريسالي: 3 أضلاع لمشكلة العنف المدرسي يشير الدكتور رجب بن عبدالحكيم بريسالي، استشاري الطب النفسي في مستشفى حراء والحرس الوطني بجدة إلى أن هناك 3 أضلاع لمشكلة العنف المدرسي تعتبر من المشاكل السلوكية لدى طلاب المدارس خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية. واستند إلى نتائج بعض الدراسات والبحوث الغربية والعربية بأصابع الاتهام إلى منظومة التربية والتعليم برمتها، حيث كانت التربية في السابق هي الهدف الرئيس ومن ثم تأتي تلقائيا عملية التعليم،: «ولاننسى أن هناك ثمة ملاحظات عدة على اللوائح التنظيمية للعقوبة التي افقدت هيبة المدرس بما يسمى بالترهيب والتحفيز ففقد دور المعلم الحقيقي في التربية وتقويم السلوك. أما الضلع الثاني في القضية فيأتي دور الأسرة وهو من الأهمية بمكان فإذا انحدر الطالب من أسرة مفككة يسودها العنف اللفظي والجسدي والنفسي..فماذا ننتظر من المراهق الذي تربى تحت كنف هكذا اسرة؟ اما الضلع الثالث في هذه المشكلة فهو الطالب نفسه والذي ربما يعاني بما يسمى في الطب النفسي بالشخصية السيوكوباتية وهي شخصية عدائية بطبيعتها تميل إلى التمرد وعدم الانصياع للقيود المجتمعية. والحل يكمن في تضافر الجهود المبذولة من كافة الجهات المختصة والمعنية سواء الحكومية أو كانت مؤسسات في المجتمع المدني، مع الحرص على عمل المزيد من الدراسات والبحوث تهدف إلى دراسة تلك المشكلة باستفاضة للوصول إلى الأسباب المؤدية إليها ومن ثم وضع البرامج الفاعلة للحد من انتشار تلك المشكلة، والمساهمة في وضع الحلول المناسبة الكفيلة بوأدها والقضاء عليها. مواطنون: حراس أمن في كافة المدارس لضبط المخالفات أكد مواطنون وأولياء أمور عدد من الطلاب أن تلك الجرائم باتت تشكل خطراً كبيراً في المدارس، وإن المطلوب من وزارة التعليم بالتعاون مع الجهات الأخرى تفعيل دور الأخصائي النفسي والاجتماعي من خلال القيام بمحاضرات توعوية وتثقيفية ومراقبة الطلاب الذين يعانون مشاكل نفسية واجتماعية كما يتعين على وزارة التعليم العمل على تعيين حراس أمن في كافة المدارس لضبط المخالفات خصوصاً في أوقات تجمّع الطلاب في الفسحة ومراقبتهم عند الخروج وتزويد كافة أروقة المدارس بالكاميرات والقيام بتفتيش الطلاب عند دخولهم المدارس منعاً من حملهم للسلاح الأبيض وخلافه. وقال زاحم الروقي: الوضع ليس بالسهل ما يحدث أمر خطير جداً فلابد من وضع الحلول الكفيلة بإيقافه وذلك من خلال التوعية وتثقيف الطلاب بأن هذا العمل المشين لا يقبله دين ولا عقل ويجب أيضاً إفهامهم بالعواقب المترتبة على مثلك تلك الجرائم. وقال هلال بن احمد الخرش اخصائي ادارة صحية: من المحزن أن نسمع عن حالات قتل في مدارسنا بمراحلها المختلفة ويجب تفعيل دور الكشافة والمراقبة وتعاون المناوبين مع الكشافة خاصة في أوقات الفسح والصلاة. ويقول ناصر الغامدي: اعتقد انه يجب تنظيم اجتماعات دورية لأولياء الأمور، وذلك من أجل استمرار التواصل بين المدرسة والبيت. جمعيات خيرية لمساعدة الأسرة في تربية الأبناء يطرح ابو عبدالله حلا لتعزيز التربية وهو ان يتم تشكيل جميعات خيرية للمساعدة على التربية من خلال نشر السلوكيات المتميزة، والتحذير من السلبيات في ظل تواجد التقنية، باعتبار ان بعض الاسر في حاجة الى التغذية الايجابية بدورها فى التربية السليمة والصحيحة. كما ان من الأهمية بمكان العمل على الحد من ظاهرة حمل السلاح التي تتفاخر بها بعض القبائل، بل اصبح حمل السلاح الناري لدى الاطفال نوعا من انواع الوجاهة، مما يساعد على تنامي حب حمل السلاح واعتباره رمزا. 12 توصية لمعالجة العنف المدرسي 1. إيجاد آلية واضحة للتعامل مع الطلاب الذين تزداد منهم المشاكل. 2. إعداد تنظيم قوي للإشراف والمناوبة في المدارس. 3. زيادة حصص النشاط وتسخيرها لأهداف التعليم. 4. تفعيل برامج تربوية ونفسية للحد من التنمر. 5. إعادة مفهوم التربية قبل التعليم. 6. رفع الوعي بخطورة الألعاب الالكترونية. 7. إعادة الهيبة إلى العقوبات المدرسية. 8. تعزيز ثقافة الانضباط. 9. ربط المدارس بكاميرات المراقبة بما في ذلك الفصول الدراسية. 10. إدخال نظام البصمة إلى المدارس. 11. توعية الأسر والمجتمع بخطورة حمل السلاح الأبيض او الناري. 12. إنشاء جمعيات مختصة للمساعدة على نشر ثقافة التربية. 8 علامات تدل على التنمر في المدرسة 1. قد يخفي الطفل أدوات لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين. 2. انسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه. 3. تراجع اهتمامه بالأنشطة المدرسية أو ما بعد المدرسة. 4. ابتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات. 5. إهمال شكله الخارجي ومظهره العام. 6. إهمال واجباته المدرسية. 7. التأخر عن باص المدرسة. 8. القلق الدائم والخوف. 6 أدوار للمدرسة في منع التنمر المدرسي 1. سن قرارات حازمة تمنع إيذاء أي طفل للآخر. 2. حماية كل طفل من التعرض للإيذاء. 3. تكثيف الرقابة والإشراف على الطلاب. 4. التفرقة بين العنف واكتساب مهارات الدفاع عن النفس. 5. تحفيز روح التعاون والمودة بين الطلاب. 6. على المعلم أن يكون ملما بمهارات التواصل وحل النزاعات بين الطلاب. رئيس هيئة حقوق الإنسان: قلقون من تنامي ظاهرة التنمر أعرب معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان، الدكتور عواد بن صالح العواد، عن قلق الهيئة من تنامي ظاهرة التنمر التي تهدد بشكل واضح استقرار حياة الأطفال واستقامة سلوكهم. وأكد أن الهيئة مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والخبراء المتخصصين ستعمل على إيجاد حلول لهذه الظاهرة الخطيرة. وقال العواد إن هذه الظاهرة تتزايد في ظل الازدياد المضطرد لاستخدام الإنترنت ووسائله الرقمية من أجهزة إلكترونية وتطبيقات ذكية، كأنماط جديدة للتواصل التي أصبحنا نعيشها اليوم. داعيًا الجهات الرقابية والاجتماعية إلى إيجاد برامج ومبادرات تواكب تطور هذه الظاهرة. ونوه الدكتور العواد بما أولته حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد - حفظهما الله – من اهتمام كبير بقضية الطفولة وسعيها إلى توفير بيئة آمنة وسليمة للطفل تمكنه من تنمية قدراته ومهاراته، وحمايته نفسيًا وبدنيًا وعقليًا، وعززت ذلك بتدابير تنظيمية حيث سنت العديد من القوانين كنظام حماية الطفل، ونظام الحماية من الإيذاء، ونظام مكافحة جريمة التحرش، ونظام الأحداث، ونظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، بالإضافة إلى العديد من المشاريع والبرامج، كبرنامج الأمان الأسري الوطني ومشروع الاستراتيجية الوطنية للطفولة ومشروع مكافحة التنمر بين الأقران في المدارس. ومشروع السلامة الشخصية لمرحلة رياض الأطفال، ومشروع «رفق» الذي يستهدف خفض العنف في المدارس، وغيرها من المشاريع والبرامج التي تحمي حقوق الطفل وتعززها. وقال: «لقد سعت الهيئة إلى تسليط الضوء على قضية اتسع نطاقها عالميًا، وأصبحت مواجهتها محليًا أمرًا يفرضه الواقع. وحرصت على التفاكر مع الشركاء للخروج بآليات داعمة لحماية الأطفال من التنمر وسبل مواجهته، وتضييق الخناق على هذه الظاهرة، وتطوير أدوات ومبادرات جديدة بشأنها. وذلك من خلال الورشة التي أقيمت مؤخرًا بالرياض بعنوان «التنمر... والتدابير والإجراءات وآليات الرصد»، وناقشت عددًا من أوراق العمل خلال الورشة أثر التنمر على حقوق الطفل والتدابير والإجراءات للحماية منه، والبرامج الوقائية منه محليًا ودوليًا. فيما تناولت الورشة «التنمر الإلكتروني وآليات الحماية» تشريعات وتدابير حماية الطفل من التنمر الإلكتروني وأخطاره، ودور الأسرة والمجتمع المدني في التصدي لها. دراسة: إجراءات المدارس استبدادية وغير مجدية قالت دراسة علمية بجامعة الملك سعود إن واقع الإجراءات المدرسية المتبعة تقليدية واستبدادية، ولن تحقق جدواها ونفعها في منع التنمر وطالبت الباحثة الدكتورة نورة سعد القحطاني أستاذ أصول التربية بجامعة الملك سعود في دراستها الميدانية التي أعدتها تحت عنوان (مدى الوعي بالتنمر لدى معلمات المرحلة الابتدائية بمدارس الرياض) بتطبيق المدارس الابتدائية الحكومية لبرنامج ألواياس لمنع التنمر المدرسي (OLWEUS Bullying Prevention Program) لاسيما وأن واقع الإجراءات المدرسية المتبعة تقليدية واستبدادية، ولن تحقق جدواها ونفعها في منع التنمر في المدارس، وتمثل هيئة المدرسة بما فيها المعلمون والمعلمات الجهات الأساسية لتنفيذه وتطبيقه، مع عدم إغفال الدور الهام للطلاب والآباء في تفعيل بعض عناصره. وقالت إن العنف يمكن أن يخفض حدوثه إذا ما توفرت المراقبة والإشراف على الأماكن الساخنة غير الخاضعة للمراقبة في المدرسة كالممرات والسلالم ودورات المياه والملعب. وأكدت أن السيطرة على السلوك غير المرغوب فيه من خلال العقوبات السلبية و/ أو أساليب الإرشاد التي تفرض حلولاً استبدادية لمشاكل التنمر تؤدي إلى نتائج عكسية تماماً. 3 أشكال للتنمر * التنمر اللفظي. * التنمر الجسدي. * التنمر العاطفي. 3 أسباب رئيسة للتنمر * اضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات. * الإدمان على السلوكيات العدوانية. * الاكتئاب والأمراض النفسية. 6 أهداف للبرنامج الوطني للحد من التنمر 1. حصر لوائح السلوك والإجراءات المرتبطة بالتنمر ومراجعتها. 2. استحداث ضوابط للأنماط الحديثة غير المشمولة. 3. تدريب المرشدين الطلابيين على توعية الطلبة بمشكلة التنمر. 4. التعريف بكيفية التعامل مع التنمر في ضوء اللوائح السلوكية. 5. رفع الوعي بمشكلة التنمر وتأثيراتها وسبل التصدي لها. 6. إعداد دليل مرجعي متكامل للتعامل مع مشكلة التنمر. أبرز حوادث الطلاب بالمدارس 16 نوفمبر 2019 طالب بشرورة يقتل زميله فى فناء مدرسة ابو هريرة المتوسطة. 1 اكتوبر 2019 لقي طالب في مدرسة أبي ذر الغفاري المتوسطة بجدة، مصرعه؛ إثر مشاجرة مع زميله. 9 سبتمبر 2019م وفاة طالب إثر مشاجرة مع زميله بالمدرسة بالرياض. 13 مارس 2019م وفاة طالبة اختناقا بعد نسيانها في حافلة بالقنفذة. 21 ديسمبر 2018م وفاة طالب وإصابة 7 في حادث انقلاب حافلة بالمدينةالمنورة. 16 أكتوبر 2018م مقتل طالب إثر مشاجرة جماعية خارج أسوار المدرسة برنية. 1 أكتوبر 2018م وفاة طالب ابتدائي دهسا بسيارة شقيقه في جازان. 27 سبتمبر 2018م وفاة طالب «غرقا» في مدرسة ابتدائية بجدة. 17 سبتمبر 2018م لقي طالب لم يتجاوز ال 7 سنوات حتفه، بعد نسيانه في حافلة المدرسة بالقطيف. 1 نوفمبر 2017م وفاة طالب يبلغ من العمر 5 سنوات داخل الباص بصبيا. 3 أبريل 2016م وفاة طالب يبلغ من العمر 8 سنوات داخل حافلة مدرسية بجدة.