من شفافية البراءة وصدق المشاعر العفوية... من الحب العميق والانتماء للأمهات.. من صعوبات فقدان الأب، وتحديات كفاح الأم ضد الضغط والسكر وارتخاء الأعصاب، ومن كفاح الأخ الشقيق ضد الإعاقة.. نسجت الطفلة وعد العساف قصة نجاح وتميز من نوع آخر، نجاح العفوية والبراءة والصدق.. وتميز الإنسان حينما يصنع المستحيل ويواجه أصعب الظروف والتحديات بنجاح، معتمداً على فطرته السليمة ومشاعره العفوية وحبه لأمه وأبيه وأسرته ومجتمعه.. إنها قصة نجاح وبطولة نادرة في عالمنا، قادت الطفلة وعد لتصبح واحدة من أبرز نجوم مواقع التواصل الاجتماعي.. بأكثر من مليوني متابع حتى الآن، وفتحت لها أبواب المشاركة في مختلف المحافل والفعاليات، ليتردد اسمها على كثير من الألسنة، وتصبح هذه الطفلة الصغيرة بعفويتها وبراءتها وحبها الفطري العميق لأمها مدرسة للمعاني والحياة والنجاح. «المدينة» التقت الطفلة وعد التي عانت مع والدتها في بداية حياتها، وبفضل عفويتها أصبحت من مشاهير السناب وازداد عدد متابعيها من 400 متابع إلى أكثر من مليوني متابع، وهنا تروي والدة وعد ل «المدينة» تفاصيل قصة نجاح متميزة وكيفية دخول الطفلة عالم المشاهير وكيف أصبحت محل إهتمام ومتابعة الملايين. صعوبات وعقبات البدايات وتقول والدة الطفلة وعد ل»المدينة»: في البداية كنت بمدينة سبت العلايا بجنوب المملكة وكنت أتناول علاج الضغط والسكر ولدي ارتخاء بالأعصاب ونقص بفتامين (د) وخمول بالغدة، كما أن شقيق وعد معاق من ذوي الاحتياجات الخاصة ويحتاج إلى عناية فاضطررت إلى الانتقال إلى مدينة بيشة بدلاً من التنقل لها بين الحين والآخر لأن لدي مراجعات أسبوعية للمستشفى، وكان ذلك الانتقال في شهر رمضان الماضي وانتقلت من سبت العلايا إلى مدينة بيشة، وقبل عيد الأضحى المبارك وبالتحديد في اليوم الرابع من ذي الحجة كانت لدي ضيفة بالمنزل وكانت ابنتي وعد تجلس وحيدة بغرفتها تلهو بالجوال لوحدها وكانت هي الوسيلة الوحيدة لها للتسلية بذلك الوقت. صدفة تقود إلى الشهرة وتقول الأم: ذهبت خالة وعد وجلبت لها هدية (أحد المنتجات) لأنها كانت أمنية لها أن تتذوق طعمه ولها فترة تتحدث عنه وتريد أن تتذوقه حيث كان يتواجد بأحد المحلات القريبة من المنزل، وأحبت خالتها أن تفاجئها ولما استيقظت من النوم وجدته أمامها، بداية الأمر فرحت كثيراً وأصبحت تقول الحمدالله تحققت أمنيتي، فلما تذوقته قالت بهذه العبارة (يووه هذا طعمه ماهو مثل الدعاية اللي يقولون عنه) وهي عبارة عفوية من طفلة، ووجدت أن فكرته عادية جداً مع أن دعايته كبيرة، وقالت: أنا أستطيع أن أعمله فأصبحت تشرح كيفية وطريقة عمله وكان كل ذلك عن طريق حسابها في السناب، فشاهدها الأخ ياسر الفيصل وهو أحد المشاهير وقام بالتعليق على حديثها وقال (سبحان الله طفلة قالت كلمة حق ليس مثل بعض المشاهير يعطون أشياء أكبر من حجمها) وفي اليوم الثاني جاء المقطع الثاني لابنتي وعد وهو الأقوى وكان عدد متابعيها بذلك الوقت لا يتجاوزون 400 متابع تقريباً، ولكن عندما نشر لها ياسر أصبح العدد يزداد، فبدأوا بانتقادها. سخرية «غياب الستارة» وبراءة طفلة وتتابع أم وعد: كنا بذلك الوقت منتقلين من منطقة إلى منطقة أخرى وكان لا يوجد ستارة في الغرفة التي تجلس بها وكانوا يضحكون ويعلقون على ابنتي وعد ويقولون بأنه لا توجد ستارة بالخلف فتجيب عليهم بأننا سكان جدد في المنزل ولم نكمل تجهيزاتنا حتى الآن، ولما صورت المقطع الذي أعتبره بداية انطلاقتها فكانت تصور وخلفها سريرها وقالت لهم بعبارات عفوية (لا تضحكون علي الآن وتقولون ليش الفراش مختلف ألوانه والمخدة بلون والمفرش بلون آخر فأنا أنتظر أمي بنفسها تأخذني وتشتري لي المفرش الذي أريده لأنني حالياً ما أقدر أضغط عليها لأن أمي هي كل حاجة عندي هي لما تيجي من نفسها توديني أروح معها) عبارة عفوية من الطفلة شدت انتباه الكثيرين. سيل هدايا من محلات المفروشات وتقول أم وعد: بذلك الوقت كان لدي ضيوف بالمنزل ولدي ضغوط كثيرة وهي على علم بها، سواء من إيجار المنزل وانتقال جديد يحتاج الكثير حتى إن بقية الأثاث من المنزل السابق لم نأتِ به بسبب الظروف، وعندما نشرت وعد هذا المقطع وذهبت للنوم واستيقظت فوجدت المقطع المتداول لها وصل إلى (ترند) بعد أن كتب لها الأخ تركي الموسى تغريدة ذكر بها (أين أنتم من هذه البنت وهذه الطموحات البسيطة ومع ذلك تراعي مشاعر والدتها لا تريد أن تضغط عليها بسبب مفرش) وأعاد تغريدتها الفنان فايز المالكي وعلق (من سيرضي هذه البنت ويعطيها) وبعد هذه الإعادة من الفنان الماكي قام عدد من المفروشات بالمملكة لا أستطيع أن أحصيها لكثرة عددها أن أذكر منها مفروشات العييري ومفروشات العبداللطيف ومفروشات القفاري ومفروشات الحبيب وأعتذرعن البقية لا أتذكر أسماءهم حالياً وجميعهم يقول أنا أتكفل بمفارش وعد والبعض تكفل بالغرفة كاملة شيء غريب جداً في يوم وليلة، وبكل صراحة هذا المقطع كان له دور كبير في شهرة ابنتي وعد بسبب كلمات بسيطة منها. في قمة النجاح.. وعد أيقونة الأعمال الخيرية وتتابع الأم في حديثها ل»المدينة»: في ذلك الوقت أنا لم أكن أعلم وفوجئت بحديث أختي والجميع وأصبح كل شخص يفسر مقطعها على شاكلته فمنهم من يقول بأنها (بنت قنوعة) والبعض الآخر عندما وجدوا هذ الكم الهائل من المفروشات قال إنها (بنت شحادة) وكلن يفسر على ما يرى ولكن بهذا المقطع اشتهرت وارتبط اسم وعد باسم أنها (ترحم أمها)، بعد ذلك طلبنا عددا من الشركات وأصحاب المفروشات إضافة إلى متابعي وعد بالسناب بالانتقال إلى مدينة الرياض وكنت رافضة بشدة في بداية الأمر لهذه الفكرة ولكن بعد إلحاح وعد وخاصة بأن والدها قد توفي وهي صغيرة وابنتي الأخرى (مسك) لم يبلغ عمرها 20 عند وفاته، وتراكمت علي الظروف والضغوط، قالت لي وعد أنه لم يتبقى لنا أحد بعد وفاة والدي والمستشفيات متوفرة بالرياض بشكل أوسع وعزمت وتوكلت على الله وانتقلت إلى مدينة الرياض والذي شدني أكثر هو قربي من أشقائي المتواجدين في المنطقة الشرقية، وأصبحت حريصة على تقديم ابنتي وعد في كل عمل خيري لأن المال لا يدوم والحسنة من المعروف بعشرة أمثالها، كما أننا نحرص دائماً على المصداقية في الإعلانات، وشاركنا بالعديد من الأعمال الخيرية والفعاليات كان آخرها فعالية (الغاط اكتف2) وحوارنا مع صحيفة «المدينة» التي أتابعها منذ صغري، كما سجلت وعد إنجاز كبير بعد منحها العضوية الشرفية من جمعية الأمومة والطفولة النسائية بالغاط وأشكر جميع أعضاء الجمعية على هذه الدعوة ومنح العضوية الشرفية لابنتي. وعد ل»المدينة»: ما زلت مبتدئة وأمي أول من يدعمني بدورها تحدثت الطفلة وعد مع «المدينة» بحضور والدتها، وقالت بأنها سعيدة بتواجدها في الغاط وأنها من أجمل الفعاليات التي شاهدتها واضافت: لقد أبدع فيها جميع المشاركين وتشرفت بهم جميعاً، وتضيف وعد بأن هذه الفعالية هي الأولى لها بالغاط وتتمنى المشاركة بأكثر من فعالية في الأيام القادمة، وحول دخولها لعالم الشهرة تقول وعد: أعتبر نفسي مازلت مبتدئة ووالدتي سر نجاحي وهي الداعم الأول لي في كل مشاركاتي بعد الله تعالى وأسأله أن يطيل بعمرها ويمدها بالصحة والعافية، كما قدمت وعد شكرها لجمعية الأمومة ، ولكل من دعمها، ولصحيفة «المدينة».