«دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي التي تُبنى على مكامن القوة»، هكذا أَكَّدَ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير الدفاع، وعضيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصانع خطط الرؤية من أجل المستقبل. ولهذا لم يكن مستغربًا أن يمثل الأمير محمد بن سلمان على مدى السنوات الماضية تجربةً ملهمةً للكثيرين على مستوى العالم، فاحتفى به كبار القادة في الكرملين والبيت الأبيض، والمؤسسات المالية والاقتصادية الدولية، بعد أن حاز حالة رفيعة من الرضا والتقدير من الداخل لخططه الإصلاحية وأفكاره الرشيدة؛ من أجل مستقبل أفضل للوطن. بيعة ولاية العهد بويع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليًا للعهد بناء على الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتعيينه وليًا للعهد في 26 /9 /1438ه، وبناءً على تأييد أعضاء هيئة البيعة بأغلبية (31) من (34)، وعملًا بتعاليم الشريعة الإسلامية فيما تقضي به من وجوب الاعتصام بحبل الله والتعاون على هداه، والحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية، لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر على الخير. النشأة والتكوين والنبوغ ولد محمد بن سلمان بن عبدالعزيزيوم 31 أغسطس عام 1985. والدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان بن حثلين، تزوج عام 2008 من الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، وهو أب لثلاثة أبناء، وأبرز هواياته الصيد، وحاصل على شهادة اتحاد مدربي الغطس المحترفين الدولية. تلقى الأمير محمد مراحل تعليمه الأولى في مدارس الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة، وحصل على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، وكان ترتيبه الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج. الفروسية والإقدام أثبتت اختبارات التاريخ أن البطولة لا تعرف الأعمار وأن من البشر من يصنع الإنجاز في ساعة كما أكدت أيضًا أن الأمير محمد بن سلمان يحمل جينات الفروسية والإقدام والقدرة على تحمّل المسؤولية بحماس الشباب، وجينات النبوغ، وسلاح العلم والمعرفة، وحب العمل، وقوة العزيمة. انطلق الفارس معتمدًا على نفسه ليمارس العمل الحر فأسس مجموعة من الشركات التجارية، ليكتسب الخبرات الإدارية ويصقل مهاراته القانونية، اختير مستشارًا متفرغًا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في عام 1428ه، وكان نبوغه وحكمته وثقته بنفسه ودقته في العمل والإنجاز، محل ثقة خادم الحرمين الشريفين فأصدر أمرًا ملكيًا بتعيينه رئيسًا لديوان سمو ولي العهد ومستشارًا خاصًا في 20 /4 /1434ه، ولم يمض العام حتى صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدولة عضوًا بمجلس الوزراء في 25 /6 /1435ه، وعندما تمت بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أصدر أمرًا ملكيًا بتعيينه وزيرًا للدفاع، ورئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين في 3 /4 /1436ه. وجاء اختيار ومبايعة الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد وزيرًا للدفاع في 10 /7 /1436ه، بعد أن أثبت جدارته في القيادة والإدارة، وحكمته في التعامل مع المواقف الصعبة. انبهار العالم بات الأمير محمد بن سلمان خلال فترة وجيزة حديث العالم برؤيته الاقتصادية وشفافيته في المعالجة التي تتسم بالشمولية حتى يكتب لها النجاح، والتي نجحت في تجاوز الأزمة الاقتصادية بانخفاض أسعار النفط لأكثر من 60% ، والتحول الوطني، وقد عكف على دراسة أوضاع الاقتصاد السعودي بصورة متكاملة، مستعينًا بالتجارب العالمية، ومستندًا إلى الأوضاع الداخلية، فكانت رؤية 2030 التي أبهرت العالم لتميزها بالشفافية والوضوح والأداء المرحلي للقياس، وكان لزامًا لذلك انطلاق برنامج التحول الوطني 2020 الذي يستهدف وضع الأسس الصحيحة للإصلاحات التي ستمتد حتى 2030. وتم تشكيل لجان لمتابعة آليات التطبيق والتأكد من صحتها أثناء التنفيذ، ومراجعة الالتزام بالبرنامج المعد للخطة، والتنسيق بين كافة الجهات الحكومية مع القطاع الخاص والمواطن الذي يعوَّل عليه بصورة شاملة. التحول الوطني قاد الأمير محمد بن سلمان منظومة التحول الوطني لرفع كفاءة المنتج الوطني وتوسع القاعدة الصناعية من أجل تقليل الاعتماد على الواردات من الخارج، في إطار منظومة شاملة تستهدف خفض الاعتماد على النفط من 71% حاليًا إلى 35 - 40% بنهاية رؤية 2030. ويستلزم ذلك تعزيز الاستفادة من المعادن الخام والتوسع في المصانع المختلفة، ولعل ذلك الأمر يستوجب ضرورة إزالة العراقيل أمام الصناعات الوطنية ومن أبرزها توفير الخدمات الأساسية في المناطق الصناعية. وتبقى الآمال قوية بشآن الأهداف العليا للخطة متمثلة في تنويع قاعدة الاقتصاد وإيقاف اعتماده على النفط، لأن هذا اليوم سيأتي إن عاجلًا أم آجلًا، وهو ما فطن إليه سمو الأمير محمد بن سلمان منذ وقت مبكر، وفي المحصلة النهائية تثبت الأيام صوابية الخطة، إذ لا يمكن لأحد أن يعتمد على اقتصاد ريعي طوال الوقت. وزير دفاع يواجه التحديات بدأ الأمير محمد بن سلمان حياته العملية بممارسة العمل الحر، وعمل أمينًا عامًا لمركز الرياض للتنافسية، ومستشارًا خاصًا لسمو رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، كما عمل عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وفي 3 /4 /1436ه صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدفاع ليصبح أصغر وزير يتولى هذه الحقيبة في تاريخ المملكة، ليحمل همًا وطنيًا كبيرًا في فترة من أصعب الفترات في ظل الاضطرابات التي تسود منطقة الشرق الأوسط وبعض الدول العربية، وقد واجه التحديات الصعبة بروحه الشابة، ودقته المعهودة، وثباته ورصانته، حيث يملك خبرة القادة المؤسسين وحيوية الشباب المجددين. رؤية الإصلاح والمتتبع لرؤية 2030، التي يقف وراء إنجازها الأمير محمد بن سلمان يدرك منذ وقت مبكر،أن المقاربة الإصلاحية هذه المرة ستكون مغايرةً لأسباب مختلفة، أبرزها تراجع الإيرادات من النفط، وقد راعت رؤية 2030 كل الجوانب، فأحدثت حراكًا مستمرًّا بالمبادرات والدماء الجديدة في القطاعات كافةً بصورة متزامنة؛ حتى تحدث التأثير المطلوب. وعلى الرغم من الصعوبات التي تعترض التنفيذ، إلا أن الأمير محمد بن سلمان، آلى على نفسه ضرورة العمل بروح ابتكارية، في وقت لم يكن فيه هناك وقت للتراجع عن خوض التحديات التي تأجلت طويلًا. العمل الخيري ودعم الشباب على الجانب الإنساني يتمتع الأمير محمد بن سلمان بخبرة كبيرة في مجال العمل الخيرى، وتأثر بعمل والده الملك سلمان بن عبدالعزيز في المجال غير الربحي، وأسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه؛ وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية «مسك الخيرية»، التي يرأس مجلس إدارتها، لدعم تطوير المشروعات الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية. الجوائز والتكريم العالمي حصل الأمير محمد بن سلمان على العديد من الجوائز وكرم في العديد من المحافل؛ ومنها جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013م، الممنوحة من مجلة «فوربس الشرق الأوسط» للأمير محمد بن سلمان بصفته رئيسًا لمجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب؛ تثمينًا لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب، وإبراز نجاحات الشباب السعودي للعالم. كما اختارت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية «فورين بوليسي»، الأمير محمد بن سلمان، في قائمة القادة الأكثر تأثيرًا في العالم، ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكِّر في العالم للعام 2015.