حينما كنت طالبًا جامعيًا كنا نحصل علي وجبات الإفطار والغداء بمبالغ رمزية جدًا لا تتجاوز ال3 أو 4 ريالات لكل وجبة، وكان المتعهد على قدر من المسئولية ولأنه يحصل على دعم من قبل إدارة الجامعة التي بدورها تدفع الجزء الآخر من المبلغ الرمزي إن صحت الرواية، وكان نشاطنا مضاعفًا في تلك المرحلة لأن تغذيتنا كانت متميزة ولكن ما دفعني لكتابة هذا المقال أن زارتني بعملي سيدة تقول أن أطفالها خرجوا من البيت دون وجبة إفطار وليس معهم مصروف! هنا وجب علينا أن نتحرك وبقوة لإيجاد حل لهذه المشكلة الإنسانية.. من منا يرضى أن يغادر أبناؤه للمدارس دون وجبة إفطار أو لا يكون معهم المال الكافي لشراء وجباتهم الغذائية، حتمًا لا أحد لا سيما من كان ضميره حيًا ويشعر بمعاناة غيره ومن هنا أرى ضرورة إيجاد متعهد غذائي للمدارس يلتزم بتحديد وجبة الإفطار صباحًا والغداء ظهرًا نظرًا لخروج الطلاب بعد الساعة الواحدة ظهرًا وهي مدة كفيلة بإرهاق وتجويع أبنائنا الطلاب على ألا نقارن مراحلنا العمرية وحالاتنا السابقة بأن الواحد كان لا يجوع أو يكتفي بحبات التمر لأنه حتى على زماننا كنا نرى من يتقطع من الجوع وليس معه مال إما لعوز والديه أو لظروفهم القاسية التي لو وقفنا عليها لوقفت شعورنا من هول ما نشاهده من أحوال وأهوال لبعض فئات المجتمع وبشرط على أن يتم دفع هذه الرسوم الرمزية من قبل أولياء الأمور بداية كل شهر أو سنة بمبلغ شهري لا يقل عن 50 ولا يزيد على 100 ريال مع مراعاتنا لمن لديه عدة أبناء ومرتبه بالكاد يكفيهم حتى نهاية الشهر. أرجوكم ثم أرجوكم أحيلوا المقاصف المدرسية لمتعهدين بمبالغ رمزية فليس لفلذات أكبادنا إلا نحن بعد الله، نحن نريد من جميع الطلاب عند الفسحة الصباحية الذهاب إلى المقصف ليختاروا ما يريدون دون أن يدفعوا شيئًا أو على الأقل ريالين فقط والذين لا يستطيعون دفعها يتم عن طريق المساهمات الداخلية من أهل الخير والمحسنين، لعل ما كتبته يكون شرارة وميض للإخوة المسئولين في وزارة التعليم لحل هذه المشكلة الإنسانية في أقرب وقت وفقهم الله ورعاهم.