فرضت السلطات العراقية حظرا للتجوّل في مدينة الناصرية الواقعة بجنوب العراق الخميس بعد مقتل 13 متظاهرا بالرصاص في إطار الحملة الأمنية ضد المحتجين المناهضين للحكومة. وتاتي عملية القمع الواسعة التي شهدتها هذه المدينةمسقط رئيس رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعد ساعات من اعلان تشكيل خلية ازمة عسكرية في المحافظات الجنوبية المنتفضة لادارة الملف الامني فيها، واستعادة النظام. وتسلم الفريق جميل الشمري الذي كان قائدا لعمليات البصرة خلال المظاهرات الدامية في صيف 2018، مسؤولية الملف الامني في الناصرية. ويطالب المحتجون منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل طبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. كما يهاجم متظاهرون إيران التي يتهمونها بدعم الحكومة والطبقة السياسية. وارتفعت حصيلة الضحايا في هذه التظاهرات منذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر إلى أكثر من 360 قتيلاً وأكثر من 15 الف جريح، بينما لا تصدر السلطات أرقاما محدثة أو دقيقة. وأفادت مصادر صحافية أن عناصر أمن انتشروا في محيط الناصرية حيث قاموا بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول. ويقوم المحتجون بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على القوات العراقية التي ترد عليهم بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وحي. واندلعت الصدامات الأخيرة الخميس قرب ساحة الاحتجاج في الناصرية ،حيث قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين وطردهم من جسرين رئيسيين كانوا يحتلونهما منذ أيام. واكدت مصادر طبية وامنية ان 13 متظاهرا على الاقل قتلوا بالرصاص واصيب مئة اخرون بجروح خطيرة خلال هذا المواجهات. وبعد ساعات ، أعلنت السلطات المحلية حظر تجول. وشوهدت تعزيزات عسكرية منتشرة حول أطراف المدينة وتفتيش جميع السيارات والأشخاص الذين يسعون للدخول. وقامت السلطات باتخاذ خطوة مشابهة في مدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة حيث أحرق المتظاهرون القنصلية الإيرانية خلال الليل. وقال مراسل فرانس برس ان شوارع النجف شبه مقفرة صباح الخميس اثر الحظر المفروض فيما اعلنت الادارة المحلية عطلة رسمية للموظفين. من جهة اخرى، طالبت إيرانالعراق الخميس باتخاذ "اجراءات حازمة ومؤثرة" ضد "العناصر المعتدية" على قنصليتها في مدينة النجف الشيعية المقدسة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي "استنكاره الاعتداء" على القنصلية الإيرانية، موضحة أنه "تم ابلاغ السفير العراقي في طهران رسميا بشان احتجاج ايران الشديد في هذا الخصوص". فرض الامن واستعادة النظام في وقت متاخر من ليل الاربعاء، أحرق متظاهرون اطارات ما تسبب بسحب دخان. وقبل ذلك، اقتحم المتظاهرون المبنى الذي أخلي من موظفيه الدبلوماسيين مسبقا، وسط هتافات "ايران بره بره، بغداد تبقى حرة". وتعرضت القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء في العراق في وقت سابق من هذا الشهر لهجوم مماثل من قبل المحتجين. لكن قوات الامن المسؤولة عن حمايتها اطلقوا النارعليهم، ما اسفر عن مقتل اربعة منهم. وعقد قائد فيلق القدسالايراني الجنرال قاسم سليماني المسؤول عن الملف العراقي عدة اجتماعات في بغداد والنجف لإقناع الفصائل السياسية برص الصفوف ودعم حكومة عبد المهدي. وقد مهدت تلك الاجتماعات في السابق الطريق لقمع محدود للتظاهرات في بغداد والجنوب. فيما أعلنت القيادة العسكرية أنه "تم إنشاء خلية ازمة تحت إشراف المحافظين" من أجل "فرض الأمن واستعادة النظام".