لم يعد الهلال نفسه فقط إلى قمة الكرة الآسيوية، بل أعاد الكرة السعودية برمتها، ووضعها في المكان اللائق بها، مترجماً الدعم والاهتمام الكبيرين من القيادة الرشيدة للرياضة، ولا يصح إلا الصحيح. عاندت البطولة الهلال مرتين، أمام سيدني كانت بفعل فاعل، وأمام أوراوا كانت بضربة حظ،، أما الثالثة فكانت ثابتة، فمن سار على الدرب وصل، ومن زرع حصد، والهلاليون عملوا بجد واجتهاد وتخطيط منظم، لكسر العناد واعتلاء القمة الآسيوية، فاستحقوا ذلك بجدارة، ولا يصح إلا الصحيح. ما شاهدناه أمام أوراوا لم يكن مجرد لعب، إنما ملحمة كروية، وأداء رجولي، وبطولة ميدانية، لن أقول لمدة 90 دقيقة فقط، بل على مدار 180 دقيقة، مباراتي الذهاب والإياب، الهلال هو الهلال، فريق يسعى، هدفه الوحيد البطولة، ولا شيء غيرها، دفع مهرها، فاستحقها، ولا يصح إلا الصحيح. قلت ذات اليوم معيار القوة في الكرة السعودية، وغضب من غضب، وعتب من عتب، لكنها الحقيقة، والفريق الثابت على المنصات، وغيره يتغير، لأن من يعمل في الهلال لا يشغله إلا زعامة الهلال، تذهب إدارة وتأتي أخرى، والعمل متواصل. يغيب العمل المؤسساتي في أغلب أنديتنا، ويحضر بقوة في الزعيم، لذلك سيبقى هو معيار القوة في الكرة السعودية، حتى يستفيق الآخرون، ولا يصح إلا الصحيح. مبروك من الأعماق لكل الهلاليين، إدارة ولاعبين وأعضاء شرف وجماهير، فريق يضم كل هذه الترسانة من النجوم، مكانه قمة آسيا بالتأكيد، ولايصح إلا الصحيح.