يتسأل الكثير منذهلاً عن كثرة الفتيات اللاتي ينخرطن في قطار الحياة الزوجية وعند أول محطة يفاجئن بخروجهن من الرحلة إلى عالم الطلاق المظلم بكل تفاصيله المجهولة. وإذا ما عدنا إلى طبيعة الحياة المدنية التي تعيشها الفتاة في وقتنا الحاضر نجدها منذ نعومة أظفارها حتى تلتحق بالمدرسة في مختلف مراحلها والبنت (محفولة مكفولة) حتى المرحلة الجامعية التي قد تتفاوت بدرجات معينة تلعب فيها ظروف الحياة دوراً في صقل وصناعة شخصية الفتاة، هذه الرحلة الأولية في حياة الفتاة التي غالباً يكون متوسطها 24 سنة تكاد تكون معفية من المسؤوليات عدا المذاكرة ولهذا فهي تعتمد بشكل كبير على الأهل في كل شيء لذلك تميل إلى الاتكالية وعدم الاعتماد على نفسها وهذا خطأ يقع فيه جل الأسر وإن ذهبت بعضها إلى إسناد بعض المسؤوليات القليلة في فترات متقطعة ظناً منها بأن ابنتهم تجاوزت امتحان الحياة وقادرة على بدء حياة جديدة تعتمد فيها على نفسها إلى الأبد، إلا أن تلك التجارب المرحلية الخفيفة لا تكفي لصقل الفتاة وبناء شخصيتها لتواجه مشكلات ما بعد الزواج وإدارتها بعقلية تسير بها إلى بر الأمان والحفاظ على كينونة أسرتها الجديدة حديثة النشأة وبغض النظر عن طبيعة شريكها وردود فعله وحلمه وثقافته وبعد نظره فذلك موضوع آخر يجب تناوله على حدة. ويقع على الأمهات في وقت مبكر من عمر الفتاة إسناد مسؤوليات بشكل متدرج وبمستويات تتوافق مع مراحل عمرها لتكون أماً مؤهلة لبناء جيل المستقبل لا أن تكون هشة غير قادرة على تحمل متغيرات الحياة.. فتلك المرحلة التي اعتادت فيها الفتاة الاعتماد على الأهل تصبح هي الطريقة المألوفة ولا إرادياً فإنها تقاوم أي تغيير يطرأ على نمط حياتها وبدون وعي لما تؤول له نتائج تصرفاتها والتي تصطدم بشريك حياة يتسرع في قرار فك الارتباط مشهراً الكرت الأحمر عند أول تصادم له معها فإذا لم تحسن الأسرة إعداد ابنتها لتحمل ضغوطات الحياة فانها تتزوج وورقة الطلاق بيدها.