نفذت أحياء الجانب الشرقي من بغداد إضرابا عاما، صباح أمس، احتجاجا على عدم تحقيق مطالب المتظاهرين وتم إغلاق مدينة الصدر وحي البنوك، وقطعت بعض الطرق الرئيسية في المدينة، فيما قطع متظاهرون الطريق الرابط بين محافظتي بغداد وواسط، بالتزامن مع استمرار التظاهرات والاعتصامات في ساحة التحرير وسط بغداد. ونظمت الاحتجاجات الأكبر في بغداد، حيث تجمع عشرات الآلاف في ساحة التحرير وبالقرب منها، في تحد للحملة الحكومية التي أسفرت عن مقتل العشرات خلال شهر أكتوبر الماضي. وفي بلدة أم قصر جنوبي البلاد، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين وأسفرت عن إصابة 120 شخصا، حسبما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق. وفي بغداد، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا عبور الجسور الممتدة على نهر دجلة وتفضي إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، مقر الحكومة العراقية وعدد من السفارات، بما فيها السفارة الأمريكية.وقتل أحد المحتجين وجرح ما لا يقل عن 88 شخصا في بغداد، وفقا لمسؤولين أمنيين وطبيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وهتف بعض المتظاهرين في بغداد «تسقط الحكومة، يسقط النظام، تسقط الأحزاب الفاسدة». وفي شارع أبو نواس القريب والمطل على نهر دجلة، منع المتظاهرون السلطات من إغلاقه بجدار أمني، حيث استولوا على الرافعة التي كانت ستستخدم لوضع الكتل الأسمنتية العملاقة.وكانت السلطات قد أغلقت شارع سعدون القريب الشهر الماضي، حيث إنه شارع رئيسي يؤدي إلى ساحة التحرير التي كانت نقطة الاحتجاج الرئيسية في العاصمة منذ الشهر الماضي.إلى ذلك توافد الآف من الطلبة والموظفين في محافظة النجف، صباح أمس، إلى ساحات التظاهر وأعلنوا «اعتصامًا وعصيانًا مدنيًا عامًا». الاحتجاجات تؤخر وصول المواد الغذائية قال وزير التجارة العراقي محمد هاشم العاني، أمس، إن استمرار الاحتجاجات أدى إلى التأثير سلبا على ميناء أم قصر المطل على الخليج العربي، جنوبي البلاد. وأضاف العاني: أن الاحتجاجات أدت إلى تأخير تفريغ العديد من شحنات الأرز والأغذية في الميناء. ويستقبل أم قصر واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر التي تغذي البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على الأطعمة المستوردة.وأم قصر أكبر ميناء عراقي، وأنشأ قبل نحو 90 عاما، وتستخدمه بغداد أيضا من أجل تصدير النفط، الذي يعتبر أبرز مصدر دخل للبلاد. وفي الأيام الأخيرة، كانت الاحتجاجات سلمية نسبيا خلال النهار لكنها تتخذ طابعا أكثر عنفا بعد حلول الظلام عندما تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي للتصدي للشبان. إحباط عمليات إرهابية في بغداد أعلنت السلطات العراقية، أمس، إحباط مخططات لهجمات إرهابية تستهدف العاصمة بغداد، بالتزامن مع استمرار التظاهرات التي تعم المدينة ومناطق أخرى من البلاد. ونشرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية «واع» عددا من الصور، قالت إنها تتضمن متفجرات وأجهزة اتصال، كانت معدة للتفجير في وقت خروج المتظاهرين إلى الشوارع.وأظهرت الصور شخصا معتقلا، أخفت الوكالة ملامح وجهه، وقد أحاط به عدد من رجال الأمن.ونقلت الوكالة عن خلية الإعلام الأمني، قولها إن اعترافات من قال إنه «الإرهابي أبو هارون» أسهمت في العثور على متفجرات وأجهزة اتصال كانت معدة للقيام بعمليات إرهابية بالتزامن مع التظاهرات في بغداد.ولم تحدد خلية الإعلام الأمنية هوية «أبو هارون» أو الجهة التي ينتمي إليها، واكتفت بالقول إنه اعتقل خلال كمين نصب جنوبي بغداد.