بفارق ضئيل، فاز مرشح اليسار البيروني ألبرتو فرنانديز على خصمه الرئيس المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد. وحصل فرنانديز من الجولة الأولى على 47,79% من الأصوات، بينما حصل ماكري على 40,71%، بعد فرز 90% من الأصوات. وبفوز فرنانديز ينهي ماكري الذي يبلغ من العمر ستين عاما ولايته خلال أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين منذ 2001. وفي غمرة التأهب للقادم قال فرنانديز مخاطبا الشعب: «مع تصويت الأحد علينا أن نبدأ طي الصفحة المشينة التي بدأت كتابتها في 10 ديسمبر 2015» يوم فوز ماكري في الاقتراع. ومع انتهاء حقبة ماكري كذلك، يأمل الأرجنتينيون في أن تنتهي أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها البلاد منذ 2001 حيث تشهد انكماشًا منذ أكثر من عام وتضخّمًا كبيرًا بلغ 37,7 بالمئة في سبتمبر ودينًا هائلاً ومعدّلَ فقرٍ متزايدًا يطال 35,4 بالمئة من السكان أو واحدًا من كل ثلاثة أرجنتينيين. لكنّ المستثمرين في المقابل يخشون من أن يؤدي انتخاب فرنانديز إلى عودة سياسة تدخل الدولة التي شهدتها البلاد في عهد الزوجين كيرشنر (2003-2015). وهنا سعى فرنانديز إلى طمأنتهم قائلا: «ليطمئن الأرجنتينيون سنحترم ودائعهم»، ملمحا الى شبح الإجراءات التي اتخذت في 2001 في الأرجنتين لإنهاء سباق على السيولة وهروب رؤوس الأموال، وسميت «كوراليتو». وعلى سبيل المثال فان المخرج السينمائي مارتن (50 عاما) لا يشعر بالثقة، وقد حمل الجمعة حقيبة مليئة بالعملة الأرجنتينية لشراء ثلاثة آلاف دولار من مكتب لصرف العملة. وقال «القصة نفسها تتكرر دائما». وأضاف «والداي خسرا كل شيء بسبب (الكوراليتو)، ولا أريد أن يحدث لي ذلك». ومنذ الانتخابات التمهيدية، سحب المدخرون الأرجنتينيون حوالى 12 مليار دولار من حساباتهم، أي نحو 36,4 بالمئة من مجموع الودائع. وخلال أسبوع فقد البيزو 5,86 بالمئة من قيمته مقابل الدولار الذي يشكل تاريخيا العملة الملاذ للأرجنتينيين. ولد الرئيس الجديد في أبريل 1959 ودرس بجامعة بوينس آيرس، وعمل محاميا قبل أن ينخرط في عالم الساسة من بوابة الحزب العدلي (1983–)