انضمت الولاياتالمتحدة امس الثلاثاء إلى إسرائيل في اتهام إيران بالقيام ب"أنشطة نووية محتملة غير معلنة"، ما يضع مزيدًا من الضغوط على الجهود التي تقودها دول أوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع طهران في 2015، ودانت إيران الاتهامات التي وجهها إليها الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بامتلاك موقع لم يُكشَف عنه سابقًا لتطوير أسلحة نووية وتدميره بعد اكتشافه. ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران الثلاثاء إلى الالتزام بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون أن يشير مباشرة إلى تصريحات نتانياهو، وكتب بومبيو على تويتر: "إن غياب التعاون التام للنظام الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذريّة يثير تساؤلات بشأن (وجود) أنشطة أو مواد نووية محتملة غير معلنة لدى الجمهورية الإسلامية التي طالبتها الوكالة الأممية بالرد على أسئلة متعلقة ببرنامجها النووي". وأضاف: "إن العالم لن يُخدع، سنحرم النظام (الإيراني) كل السبل التي قد تقود (لامتلاكه) سلاحًا نوويًا"، وتأتي التصريحات الجديدة في جو سياسي متوتر، حيث يقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجهود لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه، واقترح ماكرون عقد قمة بين ترامب والقيادة الإيرانية، وهو الاقتراح الذي أثار اهتمام ترامب ويعارضه بشدة نتانياهو الذي يواجه انتخابات الأسبوع المقبل ويعتبر إيران تهديدًا على وجود اسرائيل. وفي كلمة تلفزيونية عرض نتانياهو صورًا لما قال "إنه موقع بالقرب من مدينة آباده الإيرانية (جنوب أصفهان)، وأكد أن إيران أجرت فيه تجارب على تطوير أسلحة نووية، وقال إن إسرائيل علمت بأمر الموقع خلال عملية جريئة في طهران وأن النظام الإيراني دمر الموقع في فترة ما بين أواخر يونيو وأواخر يوليو بعد أن علم بأن إسرائيل اكتشفته، وفي رد على نتانياهو قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: "إن إسرائيل تمتلك برنامجًا نوويًا سريًا رغم أنه معروف على نطاق واسع"، وكتب جواد ظريف على تويتر "من يمتلك أسلحة نووية حقيقية يطلق تحذيرًا بسبب موقع مُدمر في إيران"، كما أشار إلى تصريحات لنتانياهو عندما كان مواطنًا عاديًا في 2002 يدعم فيها غزو العراق. دعوة لتقديم إجابات عاجلة وكان المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا دعا إيران الاثنين للرد سريعًا على اسئلة الوكالة، ولكن ورغم اتهامات بومبيو لإيران بعدم التعاون، قال فيروتا: "إن محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين كانت "جوهرية للغاية" وإنه مسرور من اللهجة والمعلومات التي حصلنا عليها"، وذكر داريل كيمبال المدير التنفيذي لرابطة ضبط الأسلحة، وهي منظمة غير حكومية في واشنطن، أن على الولاياتالمتحدة وإسرائيل أن تدركا أن تمكّن الوكالة الدولية من دخول المواقع الإيرانية هو بفضل الاتفاق النووي، وقال: "إذا كانت لأي دولة عضو في الوكالة الدولية مثل الولاياتالمتحدة وإسرائيل أية معلومات موثوقة، يجب أن تقدمها للوكالة بدلاً من القيام بعرض علاقات عامة"، وأضاف: "وبالنسبة للعديد من المزاعم بشأن مواقع بعينها، فإن الوكالة هي التي تقوم بالتحقيق لأنها الجهة الوحيدة التي تمتلك الوسائل الفنية والموضوعية للخروج بالنتائج الصحيحة"، وقال: "إنه يعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لنجاح جهود ماكرون خاصة مع تبني ترامب لخط غير تقليدي في دبلوماسيته"، غير أنه حذر من أن الوقت قد ينفد مع قيام إيران بسلسلة من الخطوات لكسر التزامها الصارم باتفاق 2015. سلسلة خطوات نووية وأكدت الوكالة الدولية أن إيران تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي في مفاعل نطنز أكثر تطورًا من المسموح بها بموجب الاتفاق النووي، وترغب إيران في اتخاذ خطوات صغيرة ولكن رمزية لإظهار خيبة أملها من عدم جنيها ثمار الاتفاق النووي الذي يتعين بموجبه تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وفرض ترامب سلسلة من العقوبات الأحادية على إيران من بينها حظر جميع مبيعات النفط الإيراني، واتّهمت بريطانياإيران الثلاثاء بمخالفة الضمانات التي قدمتها بأن لا تنقل ناقلة احتجزت قبالة جبل طارق هذا الصيف النفط إلى سوريا، واستدعت السفير الإيراني لتقديم احتجاج، وأفادت وزارة الخارجية البريطانية "من الواضح الآن أن إيران خالفت هذه الضمانات وأن النفط تم نقله إلى سوريا ونظام (الرئيس بشار) الأسد المجرم"، مؤكدة أن لندن سترفع القضية إلى الأممالمتحدة.