احتشد آلاف المحتجين المعارضين وسط هونغ كونغ المدارة من قبل الصين، استعدادا للتوجه نحو قنصلية الولاياتالمتحدة، لمطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب"تحرير مدينتهم". ويحمل المحتجون المحتشدون في متنزه هونغ كونغ المركزي أعلاما أمريكية ولافتات تدعو حكومة الولاياتالمتحدة إلى مساعدتهم و"دعم الديمقراطية" بعد ليلة جديدة من الاضطرابات وأعمال الشغب في الأسبوع ال14 منذ بدء أسوأ أزمة سياسية تشهدها المستعمرة البريطانية السابقة بعد إعادة انضمامها إلى الصين عام 1997. وجاء ذلك بعد يوم من إفشال الشرطة خطة المحتجين للتظاهر في مطار هونغ كونغ الدولي وتعليق عمله، وذلك من خلال فرض إجراءات أمنية مشددة ومنع النشطاء من دخول المطار. وبدلا عن ذلك، نظم المحتجون سلسلة مظاهرات في محطات مترو ومراكز تجارية، مع اندلاع أعمال شغب جديدة، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وحث وزير الدفاع الأمريكي أمس من باريس السلطات الصينية على ضبط النفس في التعامل مع أزمة هونغ كونغ، غير أن ترامب كان قد نأى بالنفس عن الموضوع، معتبرا إياه شأنا داخليا بين حكومة الصين والمستعمرة البريطانية السابقة، وأبدى قناعته بأن الحرب التجارية الجارية بين واشنطن وبكين ستجعل السلطات الصينية تتوخى الحذر. واحتدمت الأزمة على خلفية طرح الحكومة المحلية مشروع قانون يسمح بتسليم المطلوبين في قضايا جنائية من هونغ كونغ إلى الصين، ما رأى فيه النشطاء المعارضون انتهاكا لنظام "دولة واحدة-نظامان اثنان" الذي يمنح المستعمرة السابقة استقلالية محدودة ضمن الدولة الصينية. وعلى الرغم من قرار رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام سحب مشروع القانون المثير للجدل مؤخرا، لم يتوقف المحتجون عن التظاهر بل وسعوا قائمة مطالبهم، بما فيها إجراءات ل"تعزيز الديمقراطية". ويتهم مسؤولون ووسائل إعلام صينية دولا غربية، بالدرجة الأولى الولاياتالمتحدة، بالوقوف وراء المظاهرات الحاشدة، غير أن الخارجية الأمريكية رفضت الجمعة الماضي هذه الاتهامات واصفة إياها ب "حملة دعائية".