بدأت سوق الأسهم السعودية في تعزيز البنية التحتية التقنية لاستقبال الإقبال الكبير المتوقع على الاكتتاب في أسهم أرامكو، للعام المقبل، أو الذي يليه، وفقًا لتقديرات الجهات الرسمية. ويأتي ذلك فيما يبلغ عدد المستثمرين السعوديين الأفراد في السوق حوالي 4.5 مليون مستثمر، يمتلكون أكثر من 9 ملايين محفظة مالية، أما المستثمرون في صناديق الاستثمار فتتجاوز أعدادهم 260 ألفًا بين مواطنين ومقيمين. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن أرامكو عززت من مستوى الشفافية في أدائها، من خلال الإعلان عن احتياطاتها ونتائجها المالية، وأن اختيار البلد المضيف للاكتتاب يعد الخطوة الأكثر أهمية في الطرح. مشيرة إلى أن تعيين ياسر الرميان رئيسًا لمجلس إدارة أرامكو- المعروف بخبراته البنكية والمالية الطويلة- من شأنه أن يؤدي إلى زيادة العوائد المالية من الطرح الذي تعتبره الأسواق الدولية فرصة استثمارية كبيرة. واستعرض التقرير موقف العديد من البورصات الراغبة في استضافة الاكتتاب، ومنها بورصة نيويورك، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ضخامتها ماليًا، ووجود كبار المستثمرين في العالم بها، فإن خبراء قانونيين حبذوا عدم الإدراج بها على خلفية مخاوف بشأن الدعاوى القضائية، أما بالنسبة لبورصة لندن، فإنها تتميز بالسيولة العالية، وبذل المسؤولون بها جهودًا كبيرة طوال الفترة الماضية لاستضافة الاكتتاب سواء من خلال الزيارات المتتالية إلى الرياض، أو استحداث مسار خاص للاكتتاب للتغلب على شرط النسبة المطروحة من أسهم الشركة. ولفت التقرير إلى أن بورصة طوكيو تعد الثالثة في العالم، كما ترتبط بعلاقات قوية بالسعودية في ظل استيراد ثلث احتياجاتها النفطية من الرياض. وعمدت بورصة هونج كونج إلى إجراء تعديلات تنظيمية من أجل استضافة الاكتتاب. وكان المسؤولون في سوق الأسهم السعودي أعلنوا في وقت سابق عن جاهزيتهم لاستقبال اكتتاب أرامكو بالكامل؛ في ظل القوة الشرائية التي يتمتع بها المواطنون، والنتائج الجيدة للشركة التي تعد الأكثر ربحية على مستوى العالم، وذلك ب111 مليار دولار خلال العام الماضي، و47 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري.