انسحبت الفصائل المسلحة، فجر أمس، من مدينة خان شيخون السورية الاستراتيجية، وريف حماة الشمالي المجاور، بعد معارك ضارية مع قوات النظام في المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد إن «قوات النظام تعمل حاليًا على تمشيط خان شيخون، فيما باتت نقطة المراقبة التركية الموجودة في مورك بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تحت سيطرة النظام ميدانيًا أو ناريًا». وفي التفاصيل، أفاد المرصد بأن الفصائل المقاتلة عمدت إلى الانسحاب من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بشكل كامل، كما جرى الانسحاب من المناطق الواقعة جنوب خان شيخون، وهي بلدات وقرى ريف حماة الشمالي، أبرزها كفر زيتا، واللطامنة، ومورك، وقريتا لحايا ولطمين، فيما لا يزال مجهول حتى اللحظة مصير نقطة المراقبة التركية في مورك، حيث لا تزال مجموعات من الفصائل متجمعة في النقطة هذه، كما علم المرصد السوري أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها تنفذ عمليات تمشيط لمدينة خان شيخون. كما أشارت المعلومات إلى أن الانسحاب حدث بعد تخوف من الوقوع في حصار كامل. قصف قافلة عسكرية بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل 3 مدنيين، وإصابة 12، بقصف جوي على قافلة تركية في سوريا كانت متجهة إلى موقع مراقبة في إدلب وقت تعرضها للقصف، وأن الرتل العسكري الذي دخل سوريا مدعومًا من تركيا يعمل على إنشاء نقطة في محيط خان شيخون في ريف المحافظة الجنوبي. وشددت الوزارة على أن استهداف القافلة يخالف الاتفاقات والتعاون مع روسيا. "مدينة أشباح" إلى ذلك، أشار المرصد، صباح أمس، إلى أن خان شيخون باتت شبه خالية من السكان بعد توغل النظام فيها، حيث اقتحمت قوات الأسد وحلفاؤه البلدة، محققين تقدمًا على المعارضة في البلدة التي استعرت فيها معارك برية شرسة منذ ليل الإثنين. ولفت إلى أن النظام قرر دخول قواته من الجهة الشمالية الغربية للمدينة بدعم مباشر من القوات الروسية وسط مواجهات عنيفة من الفصائل المقاتلة التي تحاول إخراج قوات النظام من مبانٍ سيطر عليها.