الحمد لله.. تخرج ابني من المرحلة الثانوية بمعدّل مرتفع.. الخيارات متنوعة ومفتوحة.. والحيرة تضرب بأطنابها على قرارت بُني..!! بالأمس تصدر لائحة جديدة للمعلمين يتبعها تعميم السلامة (المُضحك.. الُمبكي) والذي تمّ إلغاؤه في غضون ساعات.. في نفسي قلت كما يقول كل الآباء والأمهات أمثالي وكل مواطن غيور محبّ للوطن وهو يعلم أن التعليم والشباب من الجنسين هم مستقبل وضمان وأمان الوطن.. قلت في نفسي ماذا لو أن وزارة التعليم ناقشت الأهمّ وبدلاً من التركيز على راتب المعلّم وإجازة المعلّم وفوق هذا انصراف المعلّم ركزّت على الطالب وما ينفع ويخدم ويرفع الطالب.. ماذا لو أنها أشغلت نفسها بلائحة جديدة تحضيرية يتخرج الطالب من الثانوية وهو على علم بما يناسبه وقد قرر سلفاً أيّ الأبواب سيطرق وأيّ التخصصات سيضع خطواته الأولى.. ماذا لو أن ابني لم تزره الحيرة، ولم يتشتت ذهنه فذاك يخبره أن التحضير مُحطِّم للآمال قاتل للطموح، وآخر يخبره أن المهندسين بلا مستقبل ووظائف، وآخر ينصحه بسحب أوراقه من مسار التدرج في أرامكو فهي لذوي المعدلات المنخفضة ناهيك عن تسلط الرؤساء. ماذا لو تمّ وضع لائحة جديدة للثانوية يتخرج منها الطالب وقد وضع قدمه في أول سلالم المستقبل المشرق له ولوطنه، فهذا تمّ توجيهه لكلية التقنية وهذا لسوق العمل الحرّ، وهذا لكلية الطب وهذا لكلية الحقوق، وهذا للكلية الأمنية و... و.... هكذا ماذا لو أشغلتِ نفسك يا ادارات التعليم بما يؤهل الطالب ويساعده على اتخاذ قراره مبكرًا، ماذا لو أنكِ رحمتِ المعلّم من تخبطاتك واستفزازك ومن استنزاف وقته وجهده و(تنغيص اجازته) واستثمرتِ جهوده ونشاطه وعمله فيما ينفع ابنه الطالب.. ماذا لو استطعتِ أن تكوني ناجحة وموفقة وتركتِ راتب المعلم وإجازته جانبًا وسلطتِ وقتك وجهودك على ابنك الطالب.. ليصبح بفضل أفكارك وجهودك بعد الله يد الوطن وسلاح الوطن.. وماذا لو يا وزارة التعليم..!!