تعيش مدينة جدة في هذا الصيف الكثير من المناشط السياحية بمختلف صورها وألوانها، البعض منها نفذته هيئة الترفيه والبعض الآخر نفذته أمانة محافظة جدة، وإحقاقاً للحق فإن الجهتين قامتا بدور مشكور، لكن أهالي ومرتادي مدينة جدة لازالوا ينتظرون الكثير من تلك المشاريع، لكن ما نتمناه أن تكون أغلب تلك المشاريع ذات بنية تحتية مستدامة، وهذا الأمر تحديداً يعد الأكثر مطلباً وأهمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر ننتظر من هيئة الترفيه الموقرة أن تسعى لتنويع مطالب السياحة من خلال استحداث مقرات مستدامة لإقامة برامجها الموسمية والمستدامة كبناء مراكز ترفيهية في كل حي من الأحياء تتضمن تلك المراكز ملاعب ومكتبات وملاهي ومراكز دعم للمواهب المبدعة بالاضافة إلى دعم تلك المراكز بالمنشآت المخصصة لكل برنامج ترفيهي ثم وضع استراتيجية بعيدة المدى لخطط وبرامج ومناشط الهيئة في كل منطقة ومحافظة ولضمان استدامة تلك الأعمال تحت مظلة العمل المؤسسي، ولعل الهيئة تقيم جسراً من التواصل بينها وبين الأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة ببرامجها. وبالنسبة لأمانة محافظة جدة يستوجب أن تكثف من مشاريعها الترفيهية على الشواطئ البحرية في محاولة لفك الاختناقات التي تحدث عند الكورنيش الحديث الذي تقع عليه أغلب المناشط والبرامج ونعلم سعة وطول الشواطئ البحرية الممتدة من الجنوب الى الشمال، ولعل أبرز المشاريع التي يستوجب الاهتمام بها ما قامت به بعض الشركات الاستثمارية على شاطئ أبحر الجنوبية من خلال استحداث البلاج الرملي ووضع كافة المتطلبات من مظلات ودورات مياه ومتابعة دقيقة، وكم أتمنى أن يستمر ذلك العمل المشكور ولا مانع من وجود رسوم رمزية وأنظمة رادعة للعابثين به، وعلى الأمانة أن تهتم بالحدائق داخل الأحياء والتي تعد المتنفس الوحيد لسكان تلك الأحياء حيث إن أغلب تلك الأحياء أصبحت ملاذاً آمناً للكلاب والقطط والفئران. وفي جانب آخر يستوجب على الأمانة أن تهتم بالنظافة داخل الأحياء والتي أراها قاصرة كثيراً ويستوجب إعادة النظر في آلية التعامل مع الشركات القائمة عليها وأساليب عملها. وفي جانب آخر لا يقل أهمية عن سابقه على الأمانة أن تتولى سفلتة الشوارع الداخلية للأحياء وإزالة مخلفات البناء التي تعج بها تلك الأحياء. وكم أتمنى من أمانة جدة أن تهتم بنظافة المطاعم ومتابعتها بدقة وخاصة ما يحدث داخل مطابخ بعضها الداخلية من عبث يذهب ضحيته الكثير من المواطنين. والله من وراء القصد.