انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من مبادرات التطوع بإشراف رائدين ورائدات في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية، كما بدأت عدة مؤسسات في القطاعين العام والخاص التنافس في تقديم فرص التطوع واستقطاب الشباب والشابات لدعم وتعزيز العمل الخيري في المجتمع، ولعل أبرزها الفرق التطوعية في «الأزمات ومواسم الحج والعمرة» والتي لاقت جميعها إشادة كبيرة من داخل وخارج المملكة، مما يحفز ذلك على بذل المزيد من الجهود للوصول بالمملكة للريادة في العمل التطوعي. وعلى الرغم من الجهود المبذولة إلا أن التطوع في المجتمع السعودي يواجه العديد من التحديات يأتي في مقدمتها محدودية فرص التطوع المتاحة، حيث لا تستوعب جميع الراغبين في التطوع، قلة عدد المؤسسات والهيئات التي تدعم التطوع والمتطوعين مقارنة بحجم المملكة وعدد مدنها، بالإضافة إلى أن ليس هناك دعم كافٍ لاستقطاب الأفراد وتشجيعهم لممارسة الأعمال التطوعية. ولمواجهة مثل هذه المشكلات يتطلب بذل مزيد من الإدارة والتنظيم والاستفادة من خبرات الآخرين في تنظيم مجال التطوع وتعد التجربة الماليزية من التجارب الغنية التي يمكن الاستفادة منها حيث تقدم العشرات بل المئات من البرامج التطوعية منها على سبيل المثال لا الحصر المشاريع البيئية والحفاظ على الحياة البرية، البرامج الثقافية والتعليمية، برامج رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من البرامج والأنشطة التطوعية المنظمة وفق منهجية مدروسة. لقد تضمنت رؤية 2030 جوانب هامة في العمل التطوعي من أهمها تطوير مجال التطوع وزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع بنهاية عام 2030، وإن ما قامت به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من إطلاق مبادرة مأسسة العمل التطوعي بإيجاد منهج موحد وتعزيز إسهام القطاع الخاص وتوفير الفرص التطوعية يعد أولى الخطوات الإيجابية لتحقيق أهداف الرؤية الوطنية التي يترقب المجتمع السعودي جني ثمارها والاستفادة منها. * إضاءة: يعتبر التطوع ثروة حقيقية للفرد والمجتمع ما إن أحسن استغلاله والاستفادة منه بالشكل الصحيح وغرس حب التطوع في نفوس الأجيال. محاضر بجامعة الطائف