أعلنت الأمم المتّحدة أمس الأربعاء أنّ مبعوثها إلى الصحراء الغربية الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر (76 عامًا) استقال من منصبه "لدواع صحية"، وقالت المنظمة الدولية في بيان: "إنّ الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) يأسف بشدّة لهذه الاستقالة لكنّه قال إنّه يتفهّمها تمامًا وقد أعرب عن أطيب تمنياته للمبعوث"، الذي تسلّم مهامه في يونيو 2017. ولم توضح الأممالمتحدة طبيعة المشكلات الصحية التي دفعت بالرئيس الألماني الأسبق لترك منصبه، ومنذ عيّن مبعوثًا إلى الصحراء الغربية سعى كولر بكل جهده لإحياء المساعي الرامية لإيجاد حلّ لهذا النزاع حول هذه المستعمرة الإسبانية السابقة، وبعد ستّ سنوات من انقطاع الحوار، نجح كولر في جمع الأطراف المعنية في حوار لا سيما حين عقد في سويسرا اجتماعين، في ديسمبر 2018 ومارس الفائت شارك فيهما كل من المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) والجزائر وموريتانيا. وفي نهاية الاجتماع الثاني لم تعط بوليساريو سوى أمل ضئيل لتحقيق تقدم في تسوية هذا النزاع القديم مؤكدة أن "المغرب لم يبد أي رغبة في الالتزام بعملية جدية للمفاوضات"، وفي نهاية مارس رأى كولر أن المواقف ما زالت "متباينة في قضايا أساسية"، وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان: "إن المملكة أخذت علمًا بأسف" بهذه الاستقالة، مشيدة "بهورست كولر للجهود التي بذلها منذ تعيينه"، وعبرت جبهة بوليساريو من جهتها عن "حزنها العميق" لهذا النبأ وشكرت كولر على "جهوده الحية لإنعاش عملية الأممالمتحدة للسلام". وعبرت الجزائر عن "بالغ الأسف" لاستقالة كولر وشكرت جهوده، وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: "إن الجزائر تلقت ببالغ الأسف نبأ الاستقالة ولا يسعها إلا أن تنوه تنويهًا مستحقًا بالسيد كوهلر نظير الالتزام والعزم اللذين أبداهما من أجل إعادة بعث مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية المتوقف منذ زمن طويل"، وفي بيانها الأربعاء أعلنت الأمم المتّحدة أنّ أمينها العام، الذي شكر المبعوث المستقيل على عمله، "شكر أيضًا الطرفين (المغرب والبوليساريو) والدول المجاورة (الجزائر وموريتانيا) على انخراطهم مع كولر في العملية السياسية" الرامية لإيجاد مخرج للنزاع. وتطالب البوليساريو بإجراء استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الغربية، وهي أرض صحراوية مساحتها 266 ألف كم2 وغنية بالفوسفات وتحيط بها مياه غنية بالأسماك، ويرفض المغرب الذي يسيطر منذ العام 1975 على هذه المستعمرة الإسبانية السابقة أي حل باستثناء حكم ذاتي تحت سيادته.