يبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة للصحراء الغربية هورست كولر اليوم (الإثنين) في الرباط، جولته الأولى على المنطقة، سعياً إلى إحياء الوساطة بين المغرب وجبهة بوليساريو والخروج من الطريق المسدود في هذا النزاع القديم. ويخلف كولر بصفته مبعوثاً، كريستوفر روس الذي استقال في أيار (مايو) بعد مهمة استمرت 8 سنوات، اتسمت بالتوتر بين المغرب والأممالمتحدة. وكولر هو الرئيس الألماني السابق، وعينه الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش في آب (أغسطس) الماضي. وذكر مصدر في وزارة الخارجية المغربية أن كولر سيُجري محادثات مع وزير الخارجية ناصر بوريطة. ولم تتقرر على ما يبدو أي زيارة إلى العيون، أبرز مدن الصحراء الغربية، والواقعة في المنطقة التي يسيطر عليها المغرب. وتشمل جولة كولر الجزائروموريتانيا، قبل أن يقدم تقريراً إلى مجلس الأمن في نيويورك. وتقول جبهة البوليساريو، إن المبعوث الأممي سيزور تندوف (أقصى جنوب غربي الجزائر)، حيث يعيش في مخيمات 100 إلى 200 ألف لاجىء، كما تقول المصادر، في غياب أرقام رسمية. ويلتقي كولر خلال زيارته الأربعاء والخميس، سكان هذه المخيمات ويجري محادثات مغلقة مع المسؤولين عن الجبهة. وأكدت صحيفة «أخبار اليوم» المغربية نقلاً عن مصدر ديبلوماسي مغربي، أن هذه الزيارة «البروتوكولية» تهدف أساساً إلى «فتح خط تواصل». من جهتها، ذكرت صحيفة «لو ماتان» الصادرة باللغة الفرنسية أن المغرب يحتفل هذا الإثنين بالذكرى الثانية والأربعين لإعلان الملك الحسن الثاني عن "المسيرة الخضراء" في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 1975، والتي «أسفرت عن تحرير ولايات الجنوب». ومنذ ذلك الحين، يسيطر المغرب على قسم كبير من هذه المستعمرة الإسبانية السابقة التي تغطي منطقة صحراوية شاسعة تبلغ مساحتها 266 ألف كيلومترا مربعاً. وتطالب البوليساريو، المدعومة من الجزائر، والتي أعلنت قيام جمهورية عربية ديموقراطية، باستفتاء لتقرير المصير. ومنذ 2007، تقترح الرباط منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً تحت سيادتها من أجل التوصل إلى حل للأزمة. وبعد سنوات من الجمود، أكد الأمين العام للأمم المتحدة في نيسان (أبريل) أنه يريد إطلاق «ديناميكية جديدة» حول هذا النزاع الذي يوتر العلاقات بين الجزائروالرباط ويعرقل التعاون بين دول المغرب العربي. وفي هذه الأثناء، اتخذ مجلس الأمن قراراً يدعم فيه استئناف المفاوضات ويمدد حتى نهاية نيسان (أبريل) 2018 مهمة قوات الأممالمتحدة (مينورسو) المكلفة خصوصاً الإشراف على وقف إطلاق النار الموقع في 1991. وتأتي مهمة المبعوث الجديد في إطار من التساؤلات حول دور الأممالمتحدة وأيضاً الرهانات الأمنية المستمرة في الشريط الساحلي-الصحراوي الذي شهد هجمات شنها متطرفون. ويعود الفصل الأخير من التوترات بين المغرب والبوليساريو إلى 2016، حول منطقة مختلف عليها على الحدود مع موريتانيا، على محور استراتيجي يقود إلى أفريقيا جنوب الصحراء. والصحراء الغربية الواقعة على الساحل الأطلسي، هي المنطقة الوحيدة في القارة الأفريقية التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار. وأقيم في الثمانينات «جدار دفاعي» كما تسميه السلطات المغربية، ويبلغ طوله 2700 كيلومتر. ويقسم المستعمرة السابقة من الشمال إلى الجنوب.