قفز الوجع الذي عانته أسرة ال13 فردًا إلى حدّ فاق المتوقع فلم يطل فردًا ولا فردين بل كسا بسوداويته جدران منزل القش والطين.. هذه هي حكاية محمد العارجي الذي يسكن وعائلته في منزل متهالك يفتقد لكل المقومات المعينة على الحياة.. فراش متسخ وجدران لا تقي من برودة الأجواء ولا حرارتها وسقف يسمح لقطرات المطر أن تأخذ مكانها في كل أركان المكان. وأبناء يعانون وزوجة تشكو المرض وهموم تتوالى - سراعًا وكأنها قطارٌ يأبى التوقف. لم تكتفِ المدينة بما سجلته على لسان «العارجي»، وانتقلت بكاميرتها للمكان لترى صورًا تحبس الدموع فى المآقي ومشاهد تجبر الكاميرا على التوقف الجبري أمامها.. ومع الصور تأتي الحكايات التي سمعتها المدينة من لسان سكان بيت القش؛ إذ لا يملكون من حطام الدنيا سوى معاش الضمان وبعض مواد الغذاء من جمعية البر الخيرية بصبيا، فيما انعدمت كل الوسائل لتوفير مسكن بباب وجدران يقي الكبار والصغار شرور الحياة. العارجي لم يتوقف - ركضا - طرق أبواب وزارة الإسكان وكانت الصدمة بأنه ليس مؤهل لإمتلاك منزل لعدم وجود دخل لديه كما يقول. وقال إنه موعود بوحدة من الإسكان التنموي للمستحقين الأشد حالة، ولا يزال في انتظار وعد الوزارة أسرة ال13 فردًا تشكو باب الهمّ المفتوح على المصراعين، وتتمنى من يمد لها اليد كي تبدأ حياة جديدة.. حياة عنوانها الستر.. حياة ذات غطاء آمن لا يتسلل لها مطر مخيف ولا حرارة قاتلة ولا هم مقيم.