قال مؤسس موقع ويكيليس جوليان أسانج لمحكمة بريطانية اليوم الخميس: إنه يعارض ترحيله إلى الولاياتالمتحدة وذلك في مستهل العملية القانونية في لندن بعد يوم من الحكم عليه بالسجن لانتهاكه شروط الكفالة في قضية سابقة، ومثل أسانج عبر الفيديو أمام محكمة وستمنستر، وعرض محام عن السلطات الأمريكية ملخصًا عن ضلوع أسانج في تسريب وثائق سرية. وقال أسانج للقاضي: "لا أرغب في تسليم نفسي لأنني كنت أمارس الصحافة التي نالت العديد من الجوائز وحمت العديد من الناس"، وحدد القاضي تاريخ الجلسة المقبلة في 30 مايو، وأمرت المحكمة الأربعاء بسجن أسانج 50 أسبوعًا بعدما دانته بانتهاك شروط الإفراج الموقت عنه على أثر لجوئه إلى سفارة الإكوادور التي أمضى فيها سبع سنوات. وكان الأسترالي البالغ من العمر 47 عامًا هرب من القضاء في 2012 ولجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن حيث حصل على لجوء سياسي في المبنى، وقد اقتادته الشرطة البريطانية من السفارة بموافقة من كيتو في 11 أبريل الماضي، وعندما لجأ أسانج إلى المقر الدبلوماسي، كان ملاحقًا بتهمة الاغتصاب في السويد في قضية أسقطت في وقت لاحق، لكنه أكد دائمًا أنه تهرب من القضاء البريطاني بدافع الخوف ليس من تسليمه إلى السويد، بل إلى الولاياتالمتحدة ليواجه فيها حكمًا بالإعدام بسبب نشره وثائق سرية أمريكية، وخشي أسانج أن تكون تلك حجة لاعتقاله وترحيله إلى الولاياتالمتحدة لمحاكمته. وكان القضاء الأمريكي اتهم أسانج ب"التآمر" بسبب عمله مع المحللة السابقة في الاستخبارات العسكرية شيلسي مانينغ لقرصنة كلمة مرور اجهزة كمبيوتر وزارة الدفاع الأمريكية في مارس 2010، وسلم ماننغ مئات الآلاف من الوثائق السرية إلى ويكيليكس تكشف عن أخطاء ارتكبها الجيش الأمريكي في الحرب في العراق وأسرار دبلوماسية حول عشرات الدول. وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن خمس سنوات، وقال بن براندون المحامي من الحكومة الأمريكية للمحكمة الخميس: إن المحققين وجدوا محادثات في غرفة دردشة بين أسانغ وماننغ في مارس 2010، كما أجريا "مناقشات آنية تتعلق بتوصيل شيلسي ماننغ سجلات لاسانج"، وأضاف: "إن أسانج حاول بشكل نشط اختراق الكلمة السرية (لكمبيوتر سري) وشجع ماننغ على توفير مزيد من المعلومات"، ويخشى مؤيدو أسانج، الذين احتجوا أمام المحكمة الخميس، أن توجه إليه تهم أخرى عندما يصبح على الأرض الأمريكية، كما يخشى هو من الحكم عليه بالإعدام، والأربعاء قال كريستن هرافنسون رئيس تحرير ويكيليكس: إن الجهود ستتركز الآن على الحيلولة دون تسليم أسانج للولايات المتحدة. وصرح هرافنسون: إن الأمر قد يكون مسألة حياة أو موت، مشيرًا أيضًا إلى الرهانات التي تنطوي عليها هذه القضية في إطار حرية الصحافة، وقال أسانج في رسالة إلى المحكمة تلاها محاميه في جلسة الأربعاء قبل صدور الحكم "أعتذر بشدة ممن يرون أنني قصرت في احترامهم"، وعن انتهاكه الكفالة قال: "فعلت ما كنت أعتقد أنه الأفضل في تلك الفترة وربما الأمر الوحيد الذي كان يمكنني القيام به"، ورأت القاضية ديبورا تايلور أن أسانج "باختبائه عمدًا في سفارة الإكوادور استغل موقعه المميز لازدراء القانون". وستقتصر الجلسة التالية في قضية ترحيله على إدارة القضية بشكل أكبر، وربما تستغرق العملية سنوات، وتعود المزاعم السويدية ضد أسانج إلى 2010 عندما كان في قلب العاصفة العالمية بشأن تسريب الوثائق، وانتهى موعد تهمة الاعتداء الجنسي في 2015، ولكن ورغم إسقاط تهمة الاغتصاب في 2017، إلا أن الضحية تريد إعادة فتح القضية، وفي حال تقدمت ستوكهولم بطلب ترحيل رسمي، على بريطانيا اتخاذ قرار لدراسة الطلب قبل أو بعد طلب الولاياتالمتحدة.