أ ف ب، رويترز – لجأ جوليان اسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» الذي نشر عشرات الآلاف من الوثائق الأميركية العسكرية السرية نهاية عام 2010، ما اغضب واشنطن، الى سفارة الإكوادور في لندن ليل الثلثاء-الاربعاء لطلب اللجوء، في مسعى أخير لتفادي تسليمه الى السويد التي تريد استجوابه في قضية ارتكاب جرائم جنسية. جاء ذلك بعد أسبوع على رفض المحكمة العليا في بريطانيا استئناف أسانج للحكم الذي اصدرته الشهر الماضي، وقضى بتسليمه الى السويد، ما أنهى معركة قانونية استمرت 18 شهراً. لكن محامييه البريطانيين قرروا استئناف الحكم بحجة أن بعض قضاة المحكمة العليا اتخذوا قرارهم استناداً إلى وجهة نظر قانونية لم تنظر بها المحكمة، ومنعوا بذلك فريق الدفاع من الرد عليها. وانتشر حوالى 30 صحافياً امام السفارة، لكن لم يشاهد احد من مؤيدي اسانج. وصرحت والدته من أستراليا، بأن لجوء ابنها الى سفارة الإكوادور «محاولة يائسة اخيرة». وأعلن وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو، أن بلاده ستدرس طلب اسانج، وستتخذ قراراً يتماشى مع «الاعراف ومبادئ القانون الدولي»، علماً انها كانت اقترحت استضافته في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 قبل ان تتراجع عن الفكرة متهمة إياه بخرق القوانين الأميركية. وواكب ذلك نفي سفارة الإكوادور في لندن كون النظر في طلب اسانج تدخلاً بالإجراءات القضائية للمملكة المتحدة أو السويد، علماً ان التوتر يسود علاقة حكومة الرئيس الاكوادوري رافائيل كوريا، وهو يساري معارض بقوة لواشنطن، مع السلطات الاميركية، التي تتهم اسانج بالإضرار بعلاقاتها الخارجية بسبب التسريبات التي نشرها موقعه. اما الشرطة البريطانية، فأكدت ان مؤسس «ويكيليكس» بات يواجه الاعتقال بسبب انتهاكه شروط إطلاقه بكفالة مالية، علماً انها كانت اوقفت اسانج في كانون الأول (ديسمبر) 2010 بموحب مذكرة اعتقال اصدرتها السويد بتهم الاغتصاب والتحرش الجنسي بامرأتين، قبل أن تقرر المحكمة العليا في لندن اطلاقه بكفالة مالية مشروطة. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية انها «تتشاور» مع سلطات الإكوادور في شأن اسانج، ورجحت هيلينا كينيدي، المحامية التي قدمت استشارات في السابق الى فريق الدفاع عن اسانج، أن المشاورات الديبلوماسية يمكن ان تشمل السويد كي تتعهد عدم تسليم اسانج الى الولاياتالمتحدة. وقالت كينيدي ل «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي): «اذا حصلت الإكوادور على هذه الضمانات، فلن تعترض على تسليمه الى السويد». وصرح فوغان سميث، الصحافي السابق الذي استضاف اسانج طيلة شهور ل «بي بي سي»، بأنه تفاجأ من خطوة اسانج، لكنني أعتقد بأنه يخشى على حياته، وإذا جرى ترحيله الى السويد فإنها ستسلمه الى الولاياتالمتحدة».