اختتمت جلسات مؤتمر القطاع المالي الذي احتضنته العاصمة الرياض على مدى يومين، بجلسة نقاشية حملت عنوان "دور مجموعة العشرين في استقرار القطاع المالي وتطويره: الإنجازات السابقة وتطلعات المستقبل"، وشارك فيها وزير الدولة عضو مجلس الوزراء أمين عام مجموعة العشرين وممثل المملكة في المجموعة الدكتور فهد المبارك، ونائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة "سابك" رئيس قطاع الأعمال السعودي (B20) لمجموعة العشرين (G20) يوسف بن عبدالله البنيان. وأشار المتحدثون في هذه الجلسة إلى أن قمة مجموعة العشرين تجمع شمل أكبر الاقتصاديات في العالم، منوهين بقطعها أشواطاً كبيرة في مساعيها لتعزيز الاستقرار ودعم التنمية. ولفتوا الانتباه إلى تجاوب المجموعة مع لأزمة المالية العالمية، باتفاق أعضاءها على مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي ثلاثة مرات، في خطوة من الخطوات المهمة لزيادة حجم الأموال المتاحة للاقتراض بشكل كبير، وتوفيرها للمصارف التنموية في مختلف البلدان، وإطلاق برنامج تحفيز مالي واسع النطاق. ونوهوا بإصلاحات المالية التي عمدت لها الدول أعضاء في على مر السنين، بهدف لتحقيق نمو قوي ومستدام يتسم بالتوازن والشمولية، فضلاً عن رسمها ملامح أطر عمل عالمية النطاق مثل "لوائح النُظم المالية" و"الضرائب الدولية". وبالنظر إلى ما سيواجه الدول مجتمعةً في المستقبل، أجمعت الدول الأعضاء على أهمية التعاون والتنسيق بوصفهما عنصرين لا غنى عنهما لتحقيق الأهداف المنشودة. وتناول المتحدثون التحديات التي تواجهها الدول الأعضاء في مجموعة العشرين حالياً، مثل: - الحاجة الملحة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام - خلق المزيد من فرص العمل - تعزيز التنمية الشاملة - الاستفادة القصوى من الفرص التي يضمها الاقتصاد الرقم ونظراً للنطاق العالمي الذي تشمله أعمال قمة مجموعة العشرين، هناك فرص عظيمة للتعاون المشترك وتقاسم الجهود اللازمة لاستحداث حلول للتصدي للتحديات الناشئة بما يعود بالنفع العميم على كل دولة من الدول الأعضاء في المجموعة. وقيّم المشاركون في الجلسة الإنجازات الرئيسية السابقة للمجموعة، إلى جانب تناولهم المجالات المحتملة للتعاون الدولي قبيل ترأس المملكة العربية السعودية لقمة مجموعة العشرين التي ستنعقد العام 2020م، مؤكدين أن توصيات المملكة ستكون دائماً مهمة في القمة المنتظر أن تستضيفها الرياض في 2020م. من جانبه أكد الدكتور المبارك أن هدف قمة مجموعة العشرين في 2020 سيكون دعم شركاء المجموعة في اليابان لتحقيق أهدافها، مؤكداً استمرارهم في العمل مع كل الأعضاء لتحديد الأولويات المهمة التي تعالج القضايا المحلية والإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن المجموعة بعد السيطرة على الأزمة المالية في العالم عملت على مجابهة الكثير من المشاكل الاقتصادية. بدوره قال البنيان "لابد أن نكون أذكياء للتنبؤ بما ستكون عليه البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشير إليها رؤية المملكة 2030"، مؤكداً أن هذه الرؤية جاءت في الوقت المناسب، لاسيما وأن 70% من أهدافها ذات طابعٍ دولي، الأمر الذي سيمكن المملكة من لعب دور عالمي، يدعمه تمتعها باقتصادٍ قويٍ ومزدهر. كما نوه عضو مجلس الشيوخ عن فلورانسا إيطاليا ماتيو رينزي بأهمية قمة العشرين المنتظر إقامتها في المملكة عام 2020م، مشيراً إلى أن هذه الأهمية تنبع من كون المملكة تستضيفها للمرة الأولى، إلى جانب تزامنها مع قيادة جديدة في أوروبا. وأشاد الرئيس التنفيذي لمجموعة (اتش إس بي سي) القابضة جون فيلنت بالدور الذي لعبته مجموعة العشرين المتمثل في استقرار النظام المالي العالمي، وهندسة النظام المصرفي، لافتاً النظر إلى بعض المؤشرات الجيوسياسية حول النظام المصرفي العالمي ذات العلاقة باستقراء مخاطر إرباك تقنية جديدة وهجوم سيبراني، نافياً حدوث أيٍ من هذه المخاطر حتى الآن.