تكريم الأديب والمفكر والأستاذ الجامعي ابن المدينتين المقدستين المدينة ومكة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان من قبل جامعة المؤسس الملك عبدالعزيز حدث تابعه الكثيرون وأكبروا وقدروا القائمين على هذا التكريم المستحق لرمز وطني نفخر به جميعًا. من أصعب المواقف على النفس البشرية أن تكتب عن انسان تنتمي إليه والدماء التي تجري في عروقه هي التي تجري في عروقك، أريد أن أكتب عن الإنسان والقدوة الحية التي تعلمت ومازلت أتعلم في مدرسته الكثير من الصفات والسمات والقيم الحقيقية، هو الخال القريب من القلب والروح معًا، ولدت وتربيت وعشت في كنف جدي حمدان -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- وهو مدرستنا التي استقينا جميعًا من معين علمه وخلقه وأدبه وتعامله مع الآخرين في مجلسه العامر بعلية القوم وعامتهم. حتى إذا بلغت من العمر ما يجعلني أتنقل بين الكتب والدوريات والمجلات الأدبية والفكرية في مكتبة الخال عاصم حمدان الذي لم أحظَ بصحبته في طفولتي ولكنه كان حاضرًا دومًا بيننا بروحه وبحبه للعلم والمعرفة حيث شاهدت أول مكتبة في حياتي في بيت جدي حمدان عمل على ترتيبها وتنظيمها وفهرستها وتزويدها بأمهات الكتب وكانت هي مكاني المفضل الذي أختاره للبقاء فيه وحدي مع عالم عشقته من معلمي الغائب الحاضر عاصم حمدان.. حتى مقالاته وإبداعاته الفكرية والأدبية عمدت إلى جمعها من بدايات معرفتي بعالم الصحف وكنت في طفولتي المبكرة أفهم بعضها وأحتفظ بما لا أفهمه لعدم الوصول للنضج الفكري الكامل وأهمس لنفسي سيأتي اليوم الذي تفهمين فيه ما يكتبه خالك وكان ذلك بداية ولعي بالكتاب والمعرفة. في برنامج مدارات الذي يعده ويقدمه الدكتور زيد الفضيل أكرمني بالاستضافة للحديث عن الإنسان عاصم حمدان كيف هو شأنه بين أهله وأحبابه فتحدثت بلغة العاطفة والحب والفخر الكبير وكان الدكتور وضيفه الدكتور عادل الزهراني يؤكدان على أن ما قلته هو الحقيقة بعينها، انتقاء عاصم لكلماته بعناية فائقة واللغة التي يتحدث بها وحرصه على إسعاد الآخرين وقضاء حوائجهم ولا يتحدث عن نفسه كثيرًا بل هو ذاكرة الإنسان والمكان، وسمته الذي اتصف بها هي التواضع الذي رفع قدره بين الناس والمكانة التي وصل اليها عند القيادة الحكيمة، واعتلاؤه للمناصب العليا كمستشار في الوزارات لم يجعله بعيداً عنا رغم مشاغله وارتباطاته، وقد ختم الفضيل حديثه بأننا بحاجة إلى أن نعلم الأجيال ونرشدهم إلى مرافقتهم والتعلم منهم. تكريم الجامعة بحضور معالي مديرها ومبادرة رجل الأعمال عبدالله صادق دحلان ليكون هناك جائزة باسم الدكتور عاصم حمدان مبادرة تستحق الإشادة وليكون هذا ديدن مجتمعنا وكل من يقدر الكبار هو كبير في قدره وفكره ويستحق أيضًا التكريم. عاصم حمدان رمز الوسطية سيناريو كتب بعناية فائقة من قبل من لازم الدكتور أكثر من خمسة وعشرين عامًا، الدكتور عادل الزهراني أقول لك لقد لامست كلماتك صميم قلبي وذرفت دموعي وأنا أتخيل جدتي -ماريا الأحمدي- تلك المرأة التي كانت فعلا ترى بنور ربها بأن الله سيبارك لها في ذريتها نعم المرأة الصالحة التي امتازت من بين كل النساء التي عرفت وعاشرت بصفاء القلب وروح التسامح وكان لها كلمة جميلة مازلت أرددها -تجملوا يا ابنتي فالعمر قصير- رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته وبشراك بتكريم فلذة كبدك وحبيب قلبك الذي كنت تكثرين من الدعوات له ولإخوته حتى وأنت على فراش الموت تقابلين وجه ربك، إنها دعوات الأم التي لا تخيب ولا ترد من رب عظيم كريم مجيب الدعوات.