لا أحد يشك في العلاقة الوطيدة بين أمريكا وإسرائيل، ففي عام 1942م احتضنت نيويورك مؤتمراً للحركة الصهيونية والذي تم من خلاله التأكيد على تأسيس الدولة اليهودية في فلسطين، ولذلك فإن الكل يعلم بأن الولاياتالمتحدة لن تتخذ في يوم من الأيام أي قرار لا يصب في الصالح الإسرائيلي مهما كان تأثير ذلك القرار وانعكاسه على صورة أمريكا ومكانتها في العالم، ومن المعروف بأن أمريكا قد استخدمت الفيتو عشرات المرات في الأممالمتحدة لمنع الموافقة على أي اعتراف بالدولة الفلسطينية أو أي إدانة لإسرائيل. تعاطف وتأييد أمريكا لإسرائيل لا يتوقف وهداياها لا تنقطع وتأتي في مقدمة تلك الهدايا القرار الأمريكي التاريخي والذي لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن قام باتخاذه وهو أن يقوم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، كما بادرت أمريكا بقطع علاقتها مع منظمة اليونسكو والانسحاب منها لاتهامها المنظمة بأنها تنتهج سياسة متحيزة ضد إسرائيل، فضلاً عن الدعم المادي والذي أشار أحد التقارير الأمريكية بأن واشنطن أنفقت أكثر من 1600 بليون دولار لدعم الدولة العبرية منذ عام 1973م . اليوم يتواصل هذا الدعم من خلال الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة حيث وقع الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اعترافاً رسمياً بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة بالرغم من أن مثل هذا الإجراء يخالف القوانين الدولية والتي تؤكد أن الجولان أرض سورية محتلة، ولكن طالما أن الأمر يتعلق بإسرائيل فلا مانع لدى أمريكا أن تخالف القوانين الدولية وتتغاضى عن أي تجاوزات خصوصاً وأن هضبة الجولان هي المصدر الرئيسي للمياه في تلك المنطقة وتوفر ثلث إمدادات المياه لإسرائيل. معظم دول العالم والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي سارعوا برفض القرار الأمريكي بالاعتراف رسمياً بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، كما أكد مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية رفضه واستنكاره لهذا الإعلان الأمريكي وأكد على موقف المملكة الثابت من هضبة الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً وأن مثل هذا الإعلان الأمريكي مخالفة صريحة لميثاق الأممالمتحدة ومبادىء القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة . بالرغم من أن العالم أجمع رفض تلك السياسة العدوانية واستنكر ذلك الإعلان والغطرسة الأمريكية ولكن كل ذلك لايهم أمريكا في شيء ولن يهمها أن تحترم أي أعراف أو مواثيق أو قوانين دولية طالما أن الموضوع يخص إسرائيل فهما وجهان لعملة واحدة.