أثار توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على اعتراف الولاياتالمتحدة بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة، أمس، موجة رفض إقليمي ودولي واسعة، وسط تحذيرات من اشتعال توترات جديدة في الشرق الأوسط بعد إقدام البيت الأبيض على هذه الخطوة. كان ترمب قد ذكر في تغريدة الأسبوع الماضي، أن الوقت حان لكي تعترف الولاياتالمتحدة بهذا، بعد سيطرة إسرائيل لمدة 52 عاما على المرتفعات الإستراتيجية الواقعة على الحدود السورية، فيما اعتبرت تقارير أن الاعتراف نكوص عن سياسة اتبعتها أميركا منذ أكثر من نصف قرن، وتأتي في حين يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولاياتالمتحدة. ووصف نتنياهو الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان ب«التاريخي»، وقال إن مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت سيطرة تل أبيب.
الجامعة العربية ودان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أمس «بأشد العبارات» الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا أنه «باطل شكلا وموضوعا». وقال أبو الغيط في بيان إن «الإعلان الذي صدر أمس عن الرئيس ترمب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إعلان باطل شكلا وموضوعا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا، تخصم من مكانة الولاياتالمتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم». وأضاف «إن هذا الإعلان الأميركي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئا. الجولان أرض سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أي دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان».
أرض محتلة وشدد أبو الغيط على أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقف يحظى بإجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات التي ستصدر عن القمة المرتقبة في تونس مطلع الأسبوع المقبل. ودان لبنان أمس، الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، معتبرا أنه «يخالف كل قواعد القانون الدولي»، ومشددا على أن الهضبة «أرض سورية عربية». كما عبر الأردن أمس عن رفضه قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، مؤكدا أن ذلك «لا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية». وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان إن «موقف بلاده ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل، وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم».
رفض أممي وأعلنت الأممالمتحدة، ردا على الاعتراف الأميركي، أن «الوضع القانوني للجولان لم يتغير»، في تأكيد على أن القرار الأميركي لن يؤثر على الاعتراف الدولي بأن الجولان هي أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967. كما رفض الاتحاد الأوروبي قرار ترمب، بقوله في بيان، إن «موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير، حيث إننا لا نعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ 1967، بما فيها مرتفعات الجولان». وحذّرت موسكو أمس من «موجة توترات جديدة» في الشرق الأوسط بعد اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها «للأسف قد يؤدي ذلك إلى موجة توترات جديدة في الشرق الأوسط». وتابعت «إن أمورا من هذا النوع تخرج تماما عن الإطار القانوني، وتتجاهل كل الأعراف الدولية، لا يمكن للأسف إلا أن تزيد الوضع توترا».
* أبرز المواقف بعد القرار الأميركي - الجامعة العربية: إعلان باطل شكلا وموضوعا - الاتحاد الأوروبي: لا نعترف بسيادة إسرائيل على الجولان - الأممالمتحدة: الوضع القانوني للجولان لم يتغير - روسيا: القرار يتجاهل كل الأعراف الدولية