قوبل الإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية، الاثنين (25 مارس 2019م)، والمتمثل في الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، برفض عربي ودولي. ولم يرحب بالخطوة الأمريكية سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي كان حاضرا عند توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان الاعتراف. أما سوريا فأدانت الإعلان على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم. السعودية استنكرت المملكة العربية السعودية، قرار واشنطن، وأعلنتها رفضها التام لهُ، مؤكدةً على موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً، وأن إعلان الإدارة الأميركية هو مخالفة صريحة لميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، وللقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم ( 242 ) لعام 1967م ، ورقم ( 497 ) لعام 1981م، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة. ودعت المملكة العربية السعودية، كافة الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة. روسيا حذرت روسيا، حليفة النظام السوري، من «موجة توترات جديدة» في الشرق الأوسط بعد الخطوة الأمريكية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها “للأسف قد يؤدي ذلك إلى موجة توترات جديدة في الشرق الأوسط”. الأممالمتحدة ذكر المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس “واضح (في القول) بأن وضع الجولان لم يتغير”. وقال دوجاريك “سياسة الأممالمتحدة بشأن الجولان انعكست في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإن تلك السياسة لم تتغير”. الكويت أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، عن أسف دولة الكويت واستيائها للقرار. وأوضح المصدر في بيان لوزارة الخارجية الكويتية، أن هذا القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ولاسيما القرار 497 الذي دعا إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، واعتبار قراراتها في الجولان لاغية وباطلة وليس لها أي أثر قانوني. وأشار المصدر إلى أن مثل هذه القرارات تمثل تقويضًا لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط، وتهديدًا للأمن والاستقرار فيه، مؤكدًا موقف دولة الكويت الداعي للحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، والمستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين. الأردن أكدت الحكومة الأردنية، أن الجولان أرض سورية محتلة وفقًا لجميع قرارات الشرعية الدولية، مشددة على ضرورة التزام المجتمع الدولي بهذه القرارات التي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “إن موقف الأردن ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم يعدّ قرارًا أحاديًا سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”. وأضاف في بيان صحفي بعد اعتراف الرئيس الأمريكي، بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، أن موقف المجتمع الدولي إزاء الجولان واضح يجسده قرار مجلس الأمن رقم497 لعام 1981 م ، الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل، وأكد عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعدّ القرار الإسرائيلي باطلًا ولاغيًا. لبنان أدانت وزارة الخارجية اللبنانية، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان. وأفادت في بيان، بأن هذا الاعتراف يخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، مضيفةً أن هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر. وأضاف البيان ” إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها وهي لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل. كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة”.