لقي 71 شخصا على الأقل مصرعهم أمس الخميس فضلا عن فقدان 28 آخرين إثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق شمال البلاد. وكانت الموصل معقلاً رئيسياً لتنظيم الدولة الإسلامية على مدى ثلاث سنوات عاشت خلالها تحت وطأة الجهاديين ولا تزال تتعافى من أثار دمار المعارك. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، إن "عدد الضحايا الذي لقوا مصرعهم بلغ 71 بينهم نساء وأطفال، وعدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم بلغ 55 بينهم 19 طفلا". وأشار معن إلى أن "أسباب الحادث واضحة بحسب التحقيقات الأولية، وتشير إلى أن حمولة العبارة أكبر من طاقتها الاستيعابية". وشاركت فرق الدفاع المدني والقوات الأمنية فضلا عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز. وشكلت حصيلة وفيات النساء ثم الأطفال الأعلى بين الضحايا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة. إلى ذلك، فقد حوالي 28 شخصا آخرين ولا يزال البحث جارياً عنهم إثر عمليات استنفار لجميع السلطات الطبية والأمنية. وعند الطبابة العدلية وسط المدينة تجمع عشرات الأشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لإتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم. وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم. وقال أحمد عامل بأجر يومي، وهو يجلس على الأرض مع آخرين، بحزن لفرانس برس "خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين، كانوا في العبارة في طريقهم إلى المدينة السياحية". وحمل هذا الشاب "المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة" . وأكد مصدر أمني في الموصل لفرانس برس إن "العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها"، حيث تبلغ طاقتها نحو مئة شخص فيما كانت تقل نحو 200. وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، أحد المتنزهات للمشاركة في احتفالات عيد نوروز، أو رأس السنة الكردية وهو يوم إجازة رسمية في العراق. وأفاد مراسل فرانس برس أن مئات من أهالي الضحايا كانوا في المكان وعملت سيارات الإسعاف والشرطة على نقل الضحايا إلى مستشفيات المدينة. كما انتشر عناصر الأمن على امتداد مجرى النهر، الذي تواجد على ضفتيه نساء وأطفال، البعض منهم تم نقله للتو. وشملت عمليات البحث عدة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لإنقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الأمن بقطع الطرق المؤدي إلى مجرى النهر بهدف السيطرة على الأوضاع هناك، وفقا للمراسل. وقال أحد الناجين مكتفيا بذكر اسمه الأول محمد لفرانس برس إن "الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها ". وتابع هذا الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماما أن "العبارة كانت تحمل عددا يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء وأطفال". ونشر ناشطون صورا ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الأجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصورا أخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر. وأظهرت الصور عددا من المتطوعين وهم يحاولون إنقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة. من جانبه، أمر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بفتح تحقيقٍ فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة وكشف هوية المسببين فيما طالب سياسيون بينهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي ب"إعلان الحداد" في البلاد.