لم يكن الله عز في علاه الرحمن الرحيم الرؤوف يدعو إلى القتل والهرج والمرج وسفك الدماء في جميع الأديان السماوية التي أنزلها على رسله تباعاً وبلَّغوا بها العباد وختمها بالإسلام الذي أكمل به تلك الأديان وشدد فيه على حرية الإنسان وحقوقه وكرامته وخاصة حفظ النفس والمال والكرامة، وحذَّر فيه المولى في كتابه المجيد القرآن العظيم خاتم الكتب السماوية وقال عز في علاه: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ. إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ، ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا، وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). والآن يظهر علينا قتلة فجرة مجرمون يحرِّفون الكلم عن مواضعه وهم يدعون التدين بالإسلام وبالمسيحية وباليهودية ليعيثوا في الأرض فساداً بالقتل والإرهاب سواء أفراداً أو جماعات أو حكومات وعلى رأسها إسرائيل أم الإرهاب، وأخيرها وليس آخرها، طالما هناك من يدعون إلى الشر ويؤمنون بالقتل، حادث المسجد في نيوزيلندا الذي تم فيه قتل 50 بريئاً عزَّلاً يعبدون الله ركعاً سجداً قياماً، فلهم الجنة شهداء مقبولين عند الله منعمين بإذن الله، والقاتل له جهنم وهو إن كتب على سلاحه عبارات الترهيب والإرهاب وأنهم سيذهبون الى الجحيم فهو مأواه بأمر الله وإن طال بقاؤه في الدنيا فمصيره إلى النار. الإرهاب له دين واحد هو القتل والترهيب والتخويف، دين الشيطان إبليس وليس للسماء فيه نصيب.. الفكر الارهابي يجب أن يُجتث من جذوره ويعود العالم بعلمه الى أمر المولى عز في علاه بحفظ الأنفس وإعدام الإرهابيين، أما إلغاء قانون الإعدام حتى للمفسدين في الأرض الذين وضع لهم الإسلام حد الحرابة الذي ندين به، فهو ذريعة لظهور إرهابيين محترفين في تلك البلاد، والمضحك أنها باسم الرأفة والرحمة لأشرار قال الله سبحانه وتعالى بحقهم ما ورد في الآية أعلاه أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف. فهل الغرب الذي يدعي الإنسانية ينفذ أمر الله ويجتث الإرهاب من جذوره كما نفعل نحن المسلمين طاعة لله وحفاظاً على أرواح الأبرياء أم هم دعاة حضارة لا صحة لدعواهم بل شعارات كاذبة خادعة، والإرهاب سوف يزداد لديهم وعلى أبرياء يتعبدون الله. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.