انطلقت أمس تظاهرات بعد صلاة الجمعة، من عدة مساجد في العاصمة السودانية الخرطوم، ومدن أخرى، وأفاد نشطاء بخروج مظاهرات من مساجد أحياء «أركويت» والحلفايا بالخرطوم وود بناوي بأم درمان ترفع شعار «الحرية والتغيير»، في وقت تواصل فيه السلطات في الخرطوم استعداداتها الأمنية لاحتواء الاستياء والمعارضة عبر سياسة التلويح بالقوة، والترغيب عبر طرح سلسلة وعود لمعالجة الغلاء وتدهور المعيشة. قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق أكثر من 200 شخص شاركوا في تظاهرة، وحاولوا تسليم مذكرة مناهضة للحكومة في المقر المحلي للحزب الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير في بورتسودان. ويمثل المحتجون في بورتسودان مجموعة من الأحزاب السياسية، التي تطالب البشير بإقالة الحكومة وتشكيل إدارة انتقالية تحدد موعداً للانتخابات. من جهته، قال الرئيس البشير: إن العلوم العسكرية اتفقت على استخدام أقل قوة ممكنة، في إشارة إلى التعاطي الأمني حيال الاحتجاجات التي يشهدها الشارع السوداني. وأضاف خلال لقائه عددًا من مشايخ الصوفية بقصر الضيافة أن الضرورة تقتضي أحيانًا استخدام القوة حفاظًا على تثبيت الأمن. وكان البشير وجه خطاباً للشعب قال فيه: إن الحكومة تعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة موجة الاحتجاجات، التي دخلت على خطها أحزابٌ سياسية تريد توظيف الأزمة لصالحها، فيما دعا تجمّع المهنيين إلى مسيرة ثالثة نحو القصر الجمهوري يوم الأحد المقبل. خبراء: الاحتجاجات أكبر تهديد يواجه الحكومة إلى ذلك يرى خبراء أن الاحتجاجات الدامية التي اندلعت في أنحاء السودان في الأسابيع الأخيرة تشكل أكبر تهديد يواجه الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989. وأدت الاشتباكات إلى مقتل 19 شخصاً منذ اندلاع التظاهرات في 19 ديسمبرالماضى. وقد بدأت باحتجاج على رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، ولكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكم البشير. وقدّرت منظمة العفو الدولية عدد ضحايا الاحتجاجات ب37 قتيلاً، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى فتح تحقيق في مقتل المتظاهرين. قال إريك ريفز من جامعة هارفرد والمتابع للسياسة والاقتصاد في السودان منذ عشرين عامًا: «هذه التظاهرات والغضب الذي أدى إليها هي أقوى من أي تظاهرات أخرى شهدناها في السنوات الأخيرة». وصرح «بأن نقص الخبز والزيادة الهائلة في الأسعار ربما كانت أكبر سبب للغضب الشعبي الفوري وليس هناك شيء يمكن أن يخفف من المشكلة».