تابعت خلال الأسابيع الماضية مشاعر جميلة ورائعة، بعد الزخم الكبير الذي عاشته محافظة وادي الفرع التابعة لمنطقة المدينةالمنورة، بعد سقوط أمطار الخير عليها واكتسائها باللون الأخضر الذي غطى جميع أراضيها من جبال شاهقة ووديان واسعة، وأصبح وادي الفرع محط أنظار الجميع من داخل المملكة وخارجها.. فالشكر لكل من أسهم في دعم السياحة باتجاه الوادي وكذلك مستخدمي التواصل الاجتماعي الحديث «تويتر والانستقرام» الذي أعطى دعاية كبيرة وجاذبة للتوجه لزيارة الوادي. لقد وهب الله وادي الفرع من المعطيات التي جعلته متميزًا، وذا موقع استراتيجي وبيئة قابلة للتطور؛ لما يملك من الإمكانيات السياحية التراثية فيه.. جميعًا نعرف الرؤية المستقبلية التي تسعى لها المملكة متمثلة في هيئة السياحة والآثار في دعم السياحة الداخلية فتكون محافظة وادي الفرع خير مثال على السياحة الداخلية المتميزة؛ لما تمتلك من مميزات تجعله منصة وواجهة تنافس الجميع وتستقطب المتنزهين. السؤال الذي يؤرقني: كيف نطوع الإمكانيات الموجودة لتصبح محافظة وادي الفرع واجهة سياحية جاذبة بامتياز؟ لعل الإجابة عن هذا السؤال الكبير يحتاج إلى الكثير من الجهد والتفكير، ويجب تضافر الجميع لنصل لمصاف المناطق الجاذبة سياحيًّا، ويتشارك في هذا الأمر المسؤول والمواطن على حدٍّ سواء، فالمسؤول له دور كبير في تفعيل الخدمات السياحية للمنطقة، وذلك بأخذ قرارات سريعة، وباستحداث مشروعات وبرامج تنهض بالسياحة الداخلية بشكل مباشر. ونؤكد أن نجاح السياحة يكمن في إيمان أفراد المجتمع بأنها واجهة حضارية ومصدر رزق وصناعة وتنمية اجتماعية واقتصادية؛ ليكون خير سفير، ويعطي صورة مشرفة ورائعة للشباب في محافظة وادي الفرع، ولا يمكن أن نغفل عن العمل المنوط لرجال الأعمال ودورهم المهم في تفعيل السياحة الداخلية وذلك بإقامة الفعّاليات الترفيهية والأنشطة المتميزة، ودعم المشروعات الصغيرة للشباب التي تُسهم في تقليل هجرة شباب المنطقة، ووسيلة أيضًا لجذب السائح لمنطقة وادي الفرع. كما للمسؤول ولرجل الأعمال دور في تطور النهضة السياحية بالمنطقة يجب على المفكرين والمؤرخين أصحاب الرؤية اقتناص الفرصة في تقديم ندوات علمية وعملية، تعطي صورة جميلة عن التاريخ والآثار التي تحويها محافظة وادي الفرع.