وصل الى محافظة الاحساء بعد عصر امس السبت صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز امين عام الهيئة العليا للسياحة وكان في استقبال سموه في مطار الاحساء مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف محمد الجندان ووكيل المحافظة خالد عبدالعزيز البراك ومدير الشرطة العميد عبدالله احمد الزيد ونائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية ورئيس اللجنة السياحية عبدالمحسن عبدالعزيز الجبر وكان بمعيته المستشار الخاص للامين العام عبدالله محمد آل الشيخ وعدد من المسؤولين بالهيئة.وفور وصول سموه التقى باعضاء مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية واعضاء اللجنة السياحية وعدد من رجال الاعمال والاعلام في قاعة الاجتماعات بفندق الاحساء انتركنتننتال تحدث خلال اللقاء عن الاستراتيجية السياحية للبلاد واتفاقيات الشراكة التي صادقت عليها الهيئة مع عدد من المناطق ومنها المنطقة الشرقية، واكد ان الهيئات او المجالس السياحية في المناطق والمحافظات صاحبة صلاحيات واسعة في صناعة السياحة، وتبني المشاريع والبرامج، لان اهل المنطقة يقعون في الخط الاول وهم اصحاب ابداع ومعرفة بالامكانات والمقومات. واضاف الامير سلطان بن سلمان: تعد الاحساء نموذجا مختلفا، ومن خلالها يكون البناء الحقيقي للشراكة، وليس الامر صورة، بل موجه لبناء تنمية السياحة، لان المركزية لا ينتج عنها سوى عدم الكفاءة، ولن نفتتح فروعا لنا بالمناطق والمحافظات، بل يصبح لدينا شركاء هنا وهناك. واوضح سموه ان مرحلة المفاوضات مع الجهات ذات العلاقة بلغت ما نستبه 90% بشكل عام، اما وزارة الشئون البلدية والقروية فقد بلغت النسبة 5.99% وحصلت الهيئة على دعم ومؤازرة صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية، وبذلك تم القضاء على التداخلات ، ووقعت 7 مذكرات تفاهم مع تلك الادارات، والان الهيئة بصدد هيكلة السياحة وليس اعادة الهيكل وانجز ذلك الامر خلال عام وهذا وقت قياسي. بعدها تطرق للاهمية السياحية للاحساء واوضح ان بها مقومات بشرية ومادية، ناهيك عن المقومات السياحية، وحدد نسبة التأهيل الى 80% ولاهمية العنصر البشري قال انه تم الانفاق على التدريب خلال عام اكثر مما صرفته شركة ارامكو السعودية على تدريب منسوبيها خلال العام الماضي بهدف ان لا يستقدم احد للعمل في مجال السياحة، بل الفرص الوظيفية لابناء الوطن، من خلال تدريب 300 الف شريك، واقترح اقامة مهرجانات تميز الاحساء كمهرجان التمور، مهرجان الريف والزراعة وغيرهما. واثنى سموه خلال كلمته على تعاون سمو محافظ الاحساء ووكيل المحافظة ورئيس البلدية، ونوه باهمية ميناء وشاطىء العقير، حيث انه مشروع وطني كبير وسوق جذب ويتوقع ان يستثمر فيه حوالي 30 مليار ريال، وهو وجهة سياحية رائعة واردف باهمية مدينة الهفوفالمدينة الجاذبة التراثية الأثرية الثقافية العلمية.. وعموما الاحساء اهم الوجهات السياحية في العالم العربي، واقترح سمو أمين عام الهيئة العليا للسياحة على جامعة الملك فيصل عقد ندوة بعد صيف هذا العام حول تصور المقاييس للبناء الحلي، واكد على اهمية المحافظة على الطراز المعماري والمدني لها .. وقال: هناك مشروع لاعادة تكوين وسط الهفوف، لثرائه الذي لا يمكن ان تجده في العالم بسهولة بهذه المميزات، وبارك لشركة الاحساء للسياحة والترفيه مشاريعها المستقبلية المتعددة والتي يمكن لها الآن الانطلاق لتقديم خدماتها السياحية، بعد ذلك قام سموه وصحبه الكرام بجولة في سوق هجر للتراث الذي تقيمه الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالاحساء ضمن فعاليات صيف الشرقية 2003م (غير جو) واطلع على كافة الفعاليات ومنها الحرف الشعبية والمعارض التشكيلية ومعرض الصور الفوتوغرافية لشركة ارامكو السعودية والمقتنيات الاثرية لعبدالله الذرمان وسلمان الماجد واجنحة المركز الاعلامي والدفاع المدني والالعاب الشعبية، وشارك في العرضة الشعبية التي قدمتها فرقة الطرف والمقهى الشعبي، ومن ثم ادلى بتصريح صحفي جاء فيه: ان الهيئة العليا للسياحة اعلنت قبل اسبوع عن بدء برنامج سياحة الثقافة والتراث الذي يعتبر برنامجا وطنيا ضخما جدا باعتبار السياحة مردود خير على السياحة والعكس بذلك نستطيع ان ندعم السياحة الممثلة بالحرف الشعبية والصناعات اليدوية حتى نستطيع ان نرفع من مستوى الموروث الشعبي والتراثي بالمملكة. والهيئة العليا للسياحة قائمة في دراسة قطاع التراث والمتاحف وخاصة بعد انضمامها تحت الهيئة بعد ان كانت تابعة لوزارة التربية والتعليم لتطوير تلك المواقع.. وباذن الله تعالى نسمع قريبا ونحن ننظر لصناعة الحرف على انها صناعة اقتصادية كبيرة تتيح فرص عمل طيبة. واضاف سموه: اننا في صدد دراسة عميقة لكيفية النظر لمعالجة الحرف فنحن وجميع القطاعات الحكومية والخاصة لنسعى جميعا في تقديم خدمة سياحة تخدم بلادنا المعطاء دائما. وتحدث سموه عن النهضة السياحية في المملكة وابرز الخطط المستقبلية للهيئة العليا للسياحة ذكر ان الاحساء سيكون لها نصيب الاسد لان الاحساء حقيقا غنية بأهلها وتراثها التاريخي الحافل بالجدية والعطاء من وقت بعيد وخير دليل هو ما رأيته من اهتمام الاهالي هنا بالتراث والثقافة في سوق هجر التراثي. والاحساء تحمل كل مقومات السياحة الناجحة بحكم الموقع الجغرافي المميز والطبيعة المناسبة وقدرات اهلها وتوفر الابداع لدى رجالها. واهم ما يحدث في السياحة الوطنية مستقبلا النقلة التي نأمل لها النجاح ان شاء الله للهيكلة الجديدة التي نستطيع من خلالها ان انطلق تلك الطاقات الكامنة عند المواطنين والقطاع الخاص. واكد سموه ان السنوات القادمة سوف يكون هناك عدة شركاء في المناطق ليقودوا مسيرة السياحة ونحن نكون سندا لهم.. والتطور السياحي ليس ملقى على عاتق الحكومة فقط وانما يأتي دور رجال الاعمال هنا للبروز وعطاء المزيد في خدمة المناطق سياحيا. اما عن اعادة بناء سوق القيصرية فذكر سموه قائلا: اننا سعداء باعاة بناء هذا السوق التراثي والتاريخي الذي له ثقله تراثيا واقتصاديا ايضا وسمو الامير محمد بن فهد بن جلوي مهتم اهتماما كبيرا بهذا الموضوع. وسوف نعمل في شراكة متكاملة بين وزارة البلديات والهيئة العليا على عمل تخطيط نموذجي للمواقع السياحية في البلاد وطريقة تنمية المشاريع السياحية الكبرى منها شاطئ العقير الذي له ثقله الواضح تاريخيا وتراثيا. والمشاريع السياحية الكبرى لا ينظر لها اطلاقا على انها مكان للتأجير فقط وانما يجب النظر لها كمواقع ترجع بالمصلحة للدولة والمواطنين. فعمل الهيئة العليا للسياحة هو تطوير برامج السياحة في البلاد وليس بالتأجير وانما بالبرامج والفعاليات والدراسات للاسواق السياحية والتخطيط الحضري المتميز. وحرصا على ان القطاع الخاص له اهمية خاصة سوف ننشئ ما نسميه مراكز خدمات الاعمال في كل منطقة التي من شأنها ان تجعل نصب اعينها استقطاب الاستثمار السياحي والمشاريع السياحية وتسهيل اجراءات رجال الاعمال والقطاع الخاص وربط الدولة بالقطاع الخاص بهذا المفهوم الجديد. وعند سؤال سموه عن امكانية فتح هيئة محلية في الاحساء بحكم ما تملك من مخزون سياحي ذكر ان الدولة دائما تسعى لتحقيق الاهداف وليس اسلوب الادوات والاليات فالاهداف هي التي تقرر ما مدى احتياجنا من الادوات التي نستخدمها لتطوير نشاط معين. والان تم عرض مشروع الاستراتيجية الوطنية على رئيس الوزراء المقرر صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز وكذلك نحن نتدارس بصفة نهائية مع الجهات في مجلس الوزراء الموقر لتطوير نظام الهيئة العليا للسياحة بعد ما مضت سنوات عرفنا مدى استعياب الصناعة ومعوقاتها ودخلنا بعمق مشاكلها وتداخلاتها فنظام الهيئة الجديد سوف يصدر قريبا ان شاء الله الذي سوف يعطيها بعدا قويا وبصمة واضحة في سياحة المملكة. يتحدث مع احد الحرفيين في السوق امين عام الهيئة العليا للسياحة يشارك في اداء العرضة