لم تتفوق المرأة السعودية بصيانة أجهزة الجوالات فقط بل تحولت إلى مدربة وصاحبة معهد لتدريب بنات جلدتهن، بعد أن حصلن على التدريب الاحترافي على أحدث المناهج وتفوقن على العمالة الوافدة. واتفقن على أهمية زيادة قنوات التدريب والتمويل لإقامة المشروعات الخاصة بدلا من الاعتماد على المدخرات الخاصة، لاسيما في ظل ارتفاع الإيرادات التشغيلية للقطاع إلى 167 مليار ريال. هدى الحكمي خريجة علم نفس بدأت العمل فنية صيانة جوالات ثم توسعت لتتحول إلى مدربة ورائدة عمل من خلال إنشاء مؤسسة منصة فيكس إنفنيتي لصيانة الهواتف الذكية في جدة، انطلاقًا من حاضنات الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز في عام 2014، وأشارت هدى إلى أن لديها شغف بالمجال منذ وقت مبكر، وقد ساعدها على ذلك رؤية 2030، التي ركزت على توطين قطاع الاتصالات ودعم المرأة على كل المستويات لزيادة مساهمتها في سوق العمل، ولفتت إلى أن لديها فريق عمل متميز حاليًا تولت تدريبه بنفسها، مما مكنها من الرقي بالأداء، ولفتت إلى أنها كانت من أوائل السعوديات اللائي اقتحمن مجال صيانة الجوالات، مشيرة إلى أن منشآتها دخلت في شراكات وتعاون مع قطاعات متعددة، وأشارت إلى أن ما شجعها على الفكرة لجوء الكثيرات إلى إهمال جوالاتهن عند حاجتها إلى إصلاح، ونظرًا لحجم السوق الكبير، فقد كانت فكرة الدخول به مشجعة ومربحة، مشددة على أن اكتساب الخبرة الملائمة يأتي من خلال التدريب المكثف واكتساب المعارف الجديدة، وهو ما نحرص عليه، منوهة بأن التوفيق يعود إلى الله ودعم الأسرة والأستاذة زينب العبدالله، مديرة حاضنات الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز وعماد قشقري مدير حاضنة بادر، وأشارت إلى أنها تغلبت على نظرة المجتمع بالصبر والعمل الدؤوب. ولفتت إلى أنها احتاجت في البداية إلى تمويل من الجهات الحكومية ولكن لم يحالفها الحظ وأكملت مشروعها برأس مال من مدخرات خاصة، معربة عن أملها في أن تكون علامة فيكس إنفنيتي في جميع مناطق المملكة. من جهتها، التحقت نادية محمد فايز الشهري، مساعدة معلمة تربية خاصة وهي أربعينية متزوجة وأم لخمسة في صيانة الجوالات، وحاصلة على ثانوية عامة وحصلت على دورات تدريبية في صيانة الجوالات والتسويق الإلكتروني والوورد وندوز والفوتوشوب، وكانت بداياتها حسب روايتها أنها بادرت بالتسجيل بسرعة وبشغف لمعرفة أسرار تلك الأجهزة الذكية، وتمكنت من معرفة تفصيل الجهاز الصغير وصيانته. تقول نادية: إن الجرأة كانت دافعًا في اتخاذ قرارها ومواجهة هذا التحدي، وأن البرامج التي وفرتها الدولة وحدها أتاحت الفرص التدريبية، داعية المسؤولين عن القطاع لتنظيم ورش عمل إضافية لفترات زمنية كافية لتمكين بناتنا من الإبداع والتمكن في هذا المجال. وعزت دخولها المجال إلى عدة عوامل، منها مواجهة وعدم الالتفات لنظرة المجتمع القاصرة في العيب لعمل المرأة، وميولها في مجال صيانة وفك وتركيب الأجهزة الذكية، ولتغطية الطلب على الصيانة النسائية في ذات المجال وهي تعتبر فرصة جاذبة لسد احتياج هذه الفئة من صيانة وخصوصية نقل المعلومات والصور خاصة وأنه كانت هناك مخاوف وتساؤلات عند حدوث خلل في أي جهاز، أين سأصلحه كلهم رجال وصوري الخاصة وفديوهاتي داخله ما الحل. وأرجعت الفضل لنجاحها إلى الله ثم والديها وزوجها وأولادها، وتطمح في إنشاء مشروع خاص لها، وضرورة إعطاء فرصة كافية لبنات البلد لأنهن بالفعل قويات كادحات ملهمات، وأشارت إلى ضرورة توفير بيئة تدريبية وتشغيلية، مع زيادة ساعات التدريب وعدد المدربات لتخريج مهندسات بارعات في هذا المجال.