التقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي نجت من حجب الثقة عنها، بقادة الاتحاد الأوروبي أمس الخميس للطلب منهم تقديم تنازلات قد تنقذ اتفاق البريكست، إلا أنها أقرت بأنها لا تتوقع تحقيق اختراق سريع، ونجت ماي من تصويت بحجب الثقة نظمه نواب حزبها المحافظ في وقت متأخر الأربعاء، إلا أنها أقرت لدى وصولها قمة الاتحاد الأوروبي أنها لن تخوض الانتخابات العامة المقبلة في 2022، وبدلاً من ذلك فسينصب تركيزها على إنقاذ الخطة لضمان الخروج المنظم من الاتحاد، وإقناع نظرائها الأوروبيين بتقديم ضمانات بأن بريطانيا لن تعلق إلى الأبد في اتحادهم الجمركي، واتفق قادة دول الاتحاد الأوروبي ال27 الأخرى على بيان سياسي، إلا أنهم لا زالوا معارضين لإعادة التفاوض على اتفاق البريكست الذي تم التوصل إليه بصعوبة، وصادقوا عليه قبل أقل من 3 أسابيع، وقالت ماي: "تركيزي ينصب الآن على الحصول على هذه التطمينات التي نحتاجها لإنجاح هذا الاتفاق، لأنني أعتقد بصدق أنه يخدم مصلحة الطرفين: بريطانيا والاتحاد الأوروبي"، وأضافت: "لا أتوقع اختراقًا فوريًا، ولكنني آمل بأن نبدأ العمل بالسرعة الممكنة على هذه التطمينات الضرورية"، ويناقش الدبلوماسيون الأوروبيون خطة من خطوتين تتضمن صدور بيان صحافي مقتضب أثناء القمة، يليه في يناير تفسير قانوني للاتفاق، وصرح رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي "الليلة التركيز ينصب على التوضيح"، وكان من المقرر أن تلتقي ماي برئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في بروكسل لإجراء ما وصفه ب"محادثات اللحظة الخيرة" قبل الانضمام إلى القادة الأوروبيين الآخرين، وأعد باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي بيانًا من ست فقرات أعربوا فيه عن أملهم بأن يقدم تطمينات بشأن المخاوف مما يسمى خطة "شبكة الأمان" المرتبطة بحدود إيرلندا الواردة في اتفاق بريكست وهو ما قد يساعد في إقناع البرلمان بالموافقة عليه، وأشادت الأطراف المعنية باتفاق انسحاب بريطانيا من التكتل الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي مؤذنة بانتهاء المفاوضات التي استمرت 17 شهرًا وترى بروكسل أنها أنقذت لندن من الخروج من الاتحاد في 29 مارس المقبل دون اتفاق، لكن لدى عودتها إلى بلادها حاملة معها الاتفاق الذي خاضت محادثات مضنية للتوصل إليه، قوبلت ماي بمعارضة من أشد المدافعين عن بريكست ضمن حزبها وتراجعت عن طرحه للتصويت في البرلمان الثلاثاء بعدما بدا رفض النواب له أمرًا مؤكدًا، ومع تأجيل التصويت عليه حتى يناير، تسعى ماي إلى الحصول على مساعدة الأوروبيين في تجميله عبر تقديم "تطمينات" بأن إجراءات "شبكة الأمان" الهادفة إلى منع إعادة الحدود الفعلية مع إيرلندا، لن تستمر إلى ما لا نهاية.