نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً مُفصّلاً عن عزمي بشارة، ذلك السياسي الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية، والمُقيم في قطر بصفة دائمة، ولفتت الانتباه إلى صداقته الوثيقة بحُكّام قطر، وأنّ طبيعة عمله التي يتقاضى عليها ملايين الدولارات، فضلاً عن حمايته من دولة قطر، هي تحريك الإمبراطورية الإعلامية التي تُموّلها قطر، وهدفها التأثير على الرأي العام العالمي بما يخدم الأهداف القطرية الخبيثة، والبحث عن مستقبل لقطر على أنقاض العرب، وزرع الفتنة بين الدول العربية خصوصاً دول الخليج، ومنع تشكيل جبهة مناهضة لإيران، ممّا يجعله رقماً صعباً في الأزمات المتلاحقة التي تخنق المنطقة. ويصف بشارة نفسه بأنّه مُثقّف، فإذا ما سأله حُكّام قطر عن أمرٍ ما أبدى رأيه فيه، وهو في هذا يُشبه الألماني النازي باول جوزيف قوبلز، الذي تولّى الدعاية السياسية لأدولف هتلر وألمانيا النازية، ولعب دوراً مهماً في ترويج الفكر النازي لدى الشعب الألماني، وكان يصف نفسه بأنّه مُثقّف، ولم يدّخر جُهْداً لتوظيف واستغلال الإعلام لإنجاح الأجندة النازية حول العالم، وهو صاحب مقولة «اكذب.. اكذب.. حتّى يُصدّقك الناس»، ونجح كثيراً في إمبراطوريته الإعلامية آنذاك، وساق في ركابه عشرات الملايين من الألمان. و»قوبلز» المُثقّف» انتحر في عام 1945م مع زوجته، بعد أن أسقيا السُمّ الممزوج بعقار مُنوِّم لأبنائهما الستّة، حتّى لا يُهانوا من قبل الروس، حسب كلامه!. لكن ماذا عن قوبلز قطر، ومُثقّفها الكبير؛ عزمي بشارة؟ أنا لا أتمنّى له الانتحار، لكنّه أمعن في تحريك إمبراطورية إعلامية خبيثة، مثل قناة الجزيرة التي أصبحت بلاءً يعمّ المنطقة، وصحيفة العربي الجديد، وخليجي 21، وقناة العربي، وغيرها ممّا لا عمل لها سوى تأجيج الفتنة، وبثّ الكراهية، بين الأنظمة العربية من جهة، وبين الأنظمة والشعوب العربية من جهة أخرى، إلّا ما يخصّ قطر التي تُصوّر كأنّها بُقعة من الجنّة وواحة وحيدة من الديموقراطية في طول البلاد العربية وعرضها، ومثل بشارة ومن يقفون خلفه من مجرمي الإعلام يستحقّون الملاحقة القانونية الدولية، كما لاحقت أوروبّا المُروِّجين للفكر النازي بعد انتهاء الحرب العالمية، وقبضت عليهم وحاكمتهم وسجنتهم وأعدمت بعضهم، كردّ فعل طبيعي على خطورة الإعلام إذا ما تمّ استغلاله وتحويله لشرٍّ مُستطير يُصيب القاصي والداني.