مجتمعات التعلم المهنية أحد مرتكزات أنموذج تطوير المدارس إذ أظهرت الدراسات التربوية الحديثة أهمية تطبيق المجتمعات المهنية في ايجاد بيئة العمل الداعمة وتشجيعهم على تجريب ممارسات جديدة في الفصل الدراسي والأثر الإيجابي على نوعية التعلم المقدم للطلاب وأنها افضل الوسائل لتحسين الأداء المدرسي وعليه فيا ترى ماهو مفهوم المجتمع التعلُّمي المهني؟ هو تعاون مجموعة من الأفراد المنتمين إلى نفس المهنة تتشكل وفق أطر متعددة ومستويات مختلفة يجمعهم الاهتمام المشترك بجعل أدائهم أكثر كفاءة وفاعلية، ويعملون بصورة تعاونية وتآزرية من خلال أوعية متعددة تتيح تبادل الخبرات واكتساب أفضل الممارسات ومعالجة الصعوبات والتحديات التي تواجه عملهم وينخرطون في عملية منهجية مستمرة في دورات متكررة من البحث الاستقصائي والإجرائي لتحديد توقعاتهم من تعلم جميع الطلاب، وكيفية تقييم مدى تعلمهم، وتطوير التدخلات اللازمة لمساعدة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم، وإثراء تعلم الطلاب الذين يحققون المعايير المستهدفة التي تساعد على توجيه إمكانات المدرسة لغايتها الأساسية وهي تحسين تعلم الطلاب. وتتلخص أدوار المشرف التربوي لضمان التطبيق الأمثل والمجود للمجتمعات المهنية فيما يلي: نشر ثقافة المجتمعات المهنية، تدريب المعلمات على المجتمعات المهنية، الإشراف ومتابعة التطبيق في كل مراحله، الاطلاع على التدخلات التي يقوم بها فريق المجتمعات المهنية بالمدرسة، الاطلاع على النتائج بعد تحليلها، إعداد خطط تحسينية وتطويرية وافادة المدارس بها، تزويد المدارس بالجديد في المجتمعات المهنية. ومن الأوعية التي يستخدمها المشرف التربوي من أجل ايصال المجتمعات المهنية الى المستفيدين من المعلمين التدريب المباشر حيث يقدم برامج مصممة على أسس ومعايير مهنية ووفق احتياجات تدريبية فعلية للمعلمين والقيادات المدرسية واقامة مؤتمر أو ندوة لمجموعة من الاختصاصيين ويتم التعرف على أحدث الدراسات في هذا المجال والاعتماد على مبدأ تبادل الخبرات والمعارف بين زميلين أو أكثر يشتركان في المهام. وأخيراً لن ينجح تطبيق أي مجتمع مهني إلا بعد الاقتناع بأهدافه وأثره وأيضاً بالرغبة الصادقة للتغيير والتطوير.