الهجمة الشرسة على المملكة من قبل بعض الدول، والحكومات، والشعوب الحاقدة، التي اتخذت من قضية جمال خاشقجي ذريعة لها لكي تنال من هذه الدولة، وحكامها، وشعبها، ووصفهم بأبشع الأوصاف التي ظهر من خلالها مدى الحقد الدفين والعداء السافر لهذه البلاد المباركة التي أكرمها الله بوجود الحرمين الشريفين مهوى قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وبمشاعرها المقدسة، التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز في كثير من السور، والآيات، التي يحذر فيها سبحانه وتعالى من المساس بأمن واستقرار هذه الأماكن المقدسة، أو الإساءة إليها بأي شكل من الأشكال، حيث يقول عزّ وجلّ في كتابه الكريم: «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» ويقول عزّ شأنه: « ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم». هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية وصلت خيراتها ومساهماتها الخيرية إلى أصقاع الدنيا جميعاً، ووصلت بركاتها إلى معظم دول العالم صغيرها وكبيرها، غنيها وفقيرها، المسلم منها وغير المسلم، من أجل رفاهية البشرية جمعاء، وتحسين أحوال شعوبها، والوقوف معها في حل إشكالاتها الاقتصادية، والاجتماعية، والبعد بها عن الفقر المدقع الذي يعم معظم أركانها. يناصبنا هذا العداء أبناء الفرس وأذناب المجوس ومن شايعهم من الحكومات، والشعوب الحاقدة، التي ما زالت تنعم وتزدهر اقتصادياتها بفضل وكرم هذه الدولة المباركة، التي لا تمانع أبداً في مد يد المساعدة للآخرين وفي كل مكان وزمان، بل إن بعضاً من هذه الدول التي تناصب المملكة هذا العداء السافر يحصل معظم موظفيها على رواتبهم الشهرية من مدخرات هذه البلاد، التي لا تدخر وسعاً في مساعدة الآخرين، رغم نكرانهم للجميل، وإطلاق ألسنتهم البذيئة على حكّام هذه البلاد وشعبها الكريم. رب ضارة نافعة والحمد لله الذي أظهر لنا المنافقين من أعدائنا الحاقدين علينا، ومن يريدون زوال النعم التي نعيشها، ويتمنون زوالها، ويضمرون لنا كل سوء ومكروه، ونحن نقول لهم: «موتوا بغيظكم» ، فرغم هذه الضغينة والشحناء الموجهة تجاه بلادنا فلن تزيدنا إلا قوة وتلاحماً مع حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-أيده الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ومن خلفهم من أبناء هذا الشعب الكريم في المؤازرة والوقوف صفاً واحداً تجاه هؤلاء الناقمين علينا، ومكافحة بث سمومهم فينا، ومحاولة زعزعة أمننا واستقرارنا ببث الشائعات المغرضة فيما بيننا، واختلاق الأكاذيب والتخرّصات للنيل من حكامنا وحكومتنا الرشيدة، والآن جاء دور كل مواطن غيور على حفظ دينه، ومقدساته، ووطنه، ومكتسباته، من حقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، والمتربصين بنا الدوائر عليهم دائرة السوء. والله يحفظ بلادنا، وحكّامنا، وشعبنا، من كل مكروه. وفالنا إن شاء الله النصر المبين.