المتابعُ لكلمة الملك سلمان -أيَّده الله- التي ألقاها لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى، والتي كانت -بحقٍّ- جامعةً شاملةً، وتناولَ فيها قضايا الدولة المختلفة من سياسيَّة، واجتماعيَّة، وصحيَّة، وتعليميَّة، وغيرها من القضايا التي تهم الوطن والمواطن، كما تناول الظروف الصعبة التي تمرُّ بها البلاد نتيجة الصراعات والقلاقل التي تمرُّ بها المنطقة من حروب طاحنة، ومجازر دامية، وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وتكالب الدول شرقيها وغربيها لزعزعة عرى الإسلام، وتمزيق شعوبه بالدسائس والفتن، التي تتزعَّمها إيران، ومَن شايعها لتدمير الأمة الإسلاميَّة، والوقوف بكل صلافة تجاه قادة المسلمين، وتمزيق عرى الصداقة التي تجمع بينهم، وإجذاء نار العداوة بين شعوبهم، ومحاربة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. لقد أوضح خادم الحرمين الظروف الصعبة التي تمرُّ بها البلاد، وما مرَّت به من أزماتٍ وفتن، منذ 300 عام، وحتَّى وصول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لسدَّة الحكم، حيث أدار دفة سفينة هذه البلاد بكل حكمةٍ واقتدارٍ، وواجه الصعوبات، والدسائس، والفتن من الداخل والخارج؛ لزعزعة أمن واستقرار هذه البلاد، ولكن بالحكمة البالغة، وحَّد صقرُ الجزيرة أرجاء هذا الوطن، ووضع ركائز الحكم الراسخة والقائمة على كتاب الله وسنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتَّى ضمن أمن واستقرار المملكة من أقصاها إلى أقصاها، بعد عناية الله ورعايته وتوفيقه له. وجاء أبناء الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ليُكملوا مسيرة والدهم، واقتفاء أثره بالسير على نفس النهج، والتمسُّك بالشريعة السمحة، وتطبيق تعاليمها الإسلاميَّة في جميع أوجه الحياة، فكانوا خير خلف لخير سلف، وتطوَّرت البلاد وازدهرت في العهود الميمونة؛ حتَّى وصلت إلى ما وصلت إليه في عهد خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- كإحدى الدول الرائدة في العالمين العربي والإسلامي، وكدولة لها ثقلها الاقتصادي والسياسي بين دول العالم أجمع. الذي يعود للكلمة الضافية، التي ألقاها خادم الحرمين في مجلس الشورى، يجد بها العديد من المبشِّرات بأنَّ دولتنا العزيزة بخير، وأنَّ القادم أجمل، رغم حسد الحاسدين، وحقد الحاقدين الذين يتمنَّون زوال النعمة عن هذه البلاد، ويتربصون بنا الدوائر، رغم أنَّ معظم هؤلاء الحاسدين الحاقدين قد نهلوا من خيرات هذه البلاد، وفي مناسبات كثيرة، ومواقف عصيبة، فمدَّت لهم المملكة يد العون والمساعدة، بدون مَنٍّ، أو أذى، وذلك بحكم الأخوة الإسلاميَّة، وزيادة أواصر المحبة في الله، ونصرة للعقيدة، والأخوة الإسلاميَّة، وبما يمليه عليها واجبها الديني، والإنساني تجاه أشقائها في العالمين العربي والإسلامي. نحن نهنئ أنفسنا بقيادتنا الحكيمة، وتوجهاتها تجاه هذا الشعب الكريم، الذي وقف -وما زال- شامخًا في معاضدة ولاة أمره، وحكومته الرشيدة في التصدِّي لكل مَن يريد المساس بأمن بلادنا، أو زعزعة استقرارها، أو النيل من مقدراتها ومكتسباتها، أو وحدة صفِّها، كما نأمل من جميع أبناء هذا الشعب الكريم وطوائفه المتعدِّدة أن يقفوا صفًّا واحدًا ضد الإرهاب، والشائعات والدسائس والفتن، التي تبغي زعزعة أمن البلاد، والنَّيل منها، ومن مقدساتها التي أكرمها الله بها، وما يقدم من قبل هذه البلاد من فضائل كثيرة خدمة للإسلام والمسلمين. حفظ الله بلادنا من كل مكروه.